يأبى وطننا وقيادته الرشيدة التي تقوم بضرب أروع النماذج على النظرة الإنسانية الشاملة، إلا أن يكون شهر رمضان المبارك، من كل سنة، شهر بركة يشمل خيره ونعماؤه الأرض جميعاً، بعطاء يتزايد في كل سنة، ويرسخ نقلات نوعية وإنجازات متفردة على صعيد العمل الإنساني، وهو ما نشهده في مبادرات العطاء والبذل والخير التي تتوالى لقيادتنا الرشيدة، سواء كان على الجانب المحلي أو العالمي، خلال الأسبوع الأخير من شهر شعبان، والتي بدأت بإطلاق معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة لمبادرة « إطعام « لعام 1443ه، وتبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمبلغ 30 مليون ريال وكذلك سمو ولي العهد بمبلغ 20 مليون ريال لمنصة إحسان ضمن الحملة الوطنية للعمل الخيري التي تقام للعام الثاني على التوالي. استشعار ظروف البشر ومعاناتهم واحتياجاتهم الصعبة، كان أول ما ينطلق منه وطننا في استقباله لهذا الشهر الفضيل بقيمه الإنسانية النبيلة، التي تدعو إلى الوقوف مع الفقراء والمساكين والمحتاجين في كل مكان وتحت تأثير أي ظرف، وهو ما بات واضحاً في عمق رسالة وطننا التي تتساير مع عبق رمضان وخصائصه السامية، وهذا ما يلفت إليه إطلاق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مبادرة « إطعام «، لتوفير دعم غذائي يصل إلى 156.993 سلة غذائية للمتضررين والمحتاجين في 19 دولة، خصوصاً أنها تأتي في وقت يجيء بعد احتلال المملكة المركز الثالث دوليًا في تقديم المساعدات الإنسانية خلال العام 2021م. ما توفره هذه المبادرات الكبيرة مع استهلال كل شهر فضيل، إضافة إلى مبادرات المملكة المتواصلة على مدار السنة، من شبكة أمن غذائي وعون إنساني متواصل للدول والشعوب المحتاجة في جميع المجالات، يؤكد مدى الالتزام الإنساني للمملكة في التخفيف من وطأة المعاناة في المجتمعات الأكثر احتياجاً، ويشير إلى دورها الكبير والمؤثر، وجهودها الفارقة والنوعية في مواجهة الظروف الإنسانية وتجاوزها. كما تبث مبادرات قيادتنا الرشيدة في هذا الشهر المبارك بشائر الخير في مجتمع وطننا في اهتمام كبير وحرص متواصل على تمكين جميع فئات المجتمع المحلي، وتلمس احتياجاته، وتلبية تطلعاته، فتبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمبلغ 30 مليون ريال وكذلك سمو ولي العهد بمبلغ 20 مليون ريال لمنصة إحسان، يؤكد على الأولوية التي تمنحها القيادة الرشيدة لمواطنيها وبمختلف أطيافهم، ومساندتها الكاملة لعملية الاستقرار الاجتماعي، والرفع من جودة الحياة وتعزيز العيش الكريم للجميع، وبالأخص في هذا الشهر المبارك. نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن يوفقه لصالح الأعمال وأعظمها، وأن يعينه على أداء مسؤولياته الجليلة، وأن ينفع به البلاد والعباد، وأن يشد أزره بولي عهده الأمين.