العمل الخيري مبدأ ثابت وراسخ، تأسست عليه المملكة منذ القدم، ولا تحيد عنه قيد أنملة؛ إيمانًا من الحكومات المتعاقبة بأن صناعة الخير واجب إسلامي واجتماعي وإنساني، ينبغي على الجميع المشاركة فيه ودعمه بكل السبل والإمكانات، ومن هنا لم يكن غريباً على المملكة أن تكون رائدة العمل الخيري، ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما على المستوى الدولي عبر مشروعات ومبادرات نوعية، تستهدف الوقوف إلى جانب بعض فئات المجتمع التي تحتاج إلى الدعم والمؤازرة. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان قدّما مثالاً يُحتذى به في صناعة الخير، بموافقتهما الكريمة على إطلاق الحملة الوطنية الثانية للعمل الخيري، وبلغ الجود ذروته عندما تبرع خادم الحرمين بمبلغ 30 مليون ريال، وسمو ولي العهد بمبلغ 20 مليون ريال لصالح الحملة، وهو تبرع سخي يأتي من منطلق حرصهما - حفظهما الله - على تشجيع قيم البذل والعطاء، وتحفيز المجتمع على تعزيز التكافل الاجتماعي في أيام الشهر الفضيل. ويعكس دعم الحملة الوطنية للعمل الخيري في عامها الثاني على التوالي عبر منصة "إحسان" اهتمام وحرص القيادة الرشيدة على التحول الرقمي في مجال العمل الخيري، وتُشكل المنصة اليوم علامة فارقة ومميزة في مجال العمل الخيري، من خلال تسريع وتيسير عمل الخير بطريقة رقمية آمنة، تعود بالنفع على مختلف المجالات الخيرية وعلى المستفيدين منها، وفقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، وهذا الأمر ليس غريباً إذا أدركنا حجم الاهتمام الكبير والمباشر بمنصة "إحسان"، وتطوير القطاع غير الربحي ورفع كفاءته وموثوقية أدائه من قبل سمو ولي العهد، بصفته رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي. واليوم يمكن التأكيد على أن الحملة الوطنية للعمل الخيري في نسختها الثانية، تأتي امتدادًا للإقبال الكبير الذي حظيت به الحملة في عامها الأول خلال شهر رمضان المُبارك الماضي، بهدف تمكين المُحسنين والموسرين والمتبرعين من تقديم تبرعاتهم بطريقة رقمية موثوقة وآمنة لمُختلف الفرص والمجالات الخيرية التي تُقدمها منصة إحسان. إطلاق الحملة يحمل دعوة صريحة لأفراد المجتمع للتبرع بما تجود به أنفسهم، والمساهمة في إسعاد آخرين يمرون بظروف صعبة، وتبرع القيادة بخمسين مليون ريال سيكون حافزاً للجميع على تعزيز تبرعاتهم لصالح الحملة؛ طمعاً في ثواب الله وغفرانه.