للمسلمين في شهر رمضان الفضيل العديد من العادات والتقاليد التي تختلف باختلاف البلد التي يعيشون فيها بالإضافة إلى الفروض والطاعات التي يدعو الدين الإسلامي إلى الالتزام بها في شهر رمضان خاصة وغيره من الشهور بصفة عامة. ومن جملة البلدان التي تحفل بمراسم استقبال الشهر الفضيل الهند فهي ليست استثناء من هذه القاعدة لأنها تعتبر من البلاد متعددة الثقافات في العالم وبالتالي فالمسلمون الهنود لهم من العادات والتقاليد المختلفة، نظراً إلى احتكاكهم بالثقافات المختلفة المتواجدة داخل هذا البلد الذي تجاوز عدد سكانه المليار نسمة، ويعتمد المسلمون الهنود في شهر رمضان التيقن من ثبوت هلال الشهر الكريم على القضاة الشرعيين لكن في المناطق والقرى التي لا يوجد بها هؤلاء القضاة فإن الأهالي يعتمدون في ثبوت الأهلة على أبرز العلماء أو أئمة المساجد المعروفين، وهناك من يعتمد على الحسابات الفلكية ولكنهم قلة. يستعد المسلمون في الهند لاستقبال شهر رمضان من نهايات شهر شعبان، حيث يقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية وبدء الزيارات الأسرية بالإضافة إلى أن المطاعم التي يملكها مسلمون تغلق أبوابها طوال نهار أيام الشهر الفضيل، كما أن الإذاعة والتلفزيون يقدمان برامج رمضانية مختلفة يومياً مثل الخطب والندوات الإسلامية، كذلك تضم الصحف والمجلات أبواباً متعلقة بشهر رمضان. وفي الغالب فإن النساء لا يصلون في المساجد ولكن يختارون زاوية أو مدرسة دينية قريبة من أجل أداء الصلاة فيها، وفي الهند عادة عكس الدول العربية التي تكسر صيامها بالتمر فهم يكسرونه بالملح وبعدها يتناولون الطعام ومن أشهر الأكلات التي يحرص عليها الهنود في إعدادها هي أكلة (الغنجي)، وهي عبارة عن شوربة وعلى الرغم من بساطة هذه الأكلة إلا أن لها مكانة خاصة في قلوب الهنود، ومن المشروبات التي تعد شيئاً أساسيا على المائدة هو شراب (الهرير)، ومن الوجبة الرئيسية من الحلوى هي حلوى الخجلا والفيني والشعيرية بالحليب. وتعد ليلة القمر من أروع العادات الشعبية لتبادل وجبات الفطور الرمضاني والحلوى الشعبية، كما أن الجمعة الأخيرة من رمضان تسمى عند مسلمي الهند (جمعة الوداع) ولهذه الجمعة استعداد خاص ويعتبرها المسلمون هناك فرصة عظيمة الاجتماع، حيث يحزم الجميع أمتعته ويشد رحاله إلى أكبر مسجد في المدينة مسجد (حيدر آباد) ويسمى عندهم (مكة مسجد)، وتغسل الساحات والشوارع المجاورة لهذا المسجد ليلة الخميس ليوم الجمعة الأخيرة من رمضان، ويُمنع مرور الناس في تلك الساحات إلى وقت الانتهاء من الصلاة. حيث يجتمع في هذا المسجد أعداد كبيرة من المسلمين بحيث تصل صفوف المسلمين وقت أداء الصلاة قرابة ثلاثة كيلو مترات من كل جانب من جوانب هذا المسجد. ومن عادات بعض المدن الهندية المسلمة تتخلص في تأخيرهم المعتمد لموعد أذان المغرب وتقديمهم المعتمد أيضاً لموعد أذان الفجر، أي أنهم يزيدون زمن الصيام دقائق إضافية وذلك تحوطاً منهم.