لو كان كل شخص يعيش في دائرة تمثل مستوى عقله لمات البعض مختنقاً والبعض الآخر يعيش براحة وتوسع مستمر لدائرتهم، لكن لماذا احتمالية الاختناق متوقعة! الإنسان يلاحظ الأشياء في بيئته ويتعلم ويتأثر بها سواء كانت أفكارًا أو عادات أو تقاليد، حينها تتكون الشخصية التي سيرثها من هذه البيئة ولتأثره لن يكن واعيًا بالأفكار التي تلتصق به هل هي صحيحة أم خاطئة. يستقبل عقله كل ما يشبه بيئته الجافة ولا يسمح للأفكار الأخرى المرور حتى على حافة عقله، ثابت على قناعات لا يقبل الشك فيها ولو نظر إليها من زاوية أخرى لتبين له العكس، رغمًا عنك ستلتقط شيئًا ما من بيئتك تعتقد أنه مناسب لك وحين تنظر لنفسك ترى أنها تتشبث بك دون إدراك منك وتبعتها على جهل، هنا يأتي دورك لتغير ما تبين لك وتنفضه عن عقلك، ولتخرج من إطار المحدودية وتسعى للاختلاف عن البيئة التي أنشأتك وجعلتك شخصًا محدود الفكر يستنقص من كل ما هو مختلف عنه، لا تكبل عقلك؛ اترك له مساحة واسعة للاستقبال والتقبل، فالحياة مليئة بالاختلافات وتعرفك عليها يزيد من ثقافتك وطاقتك للاكتشاف المستمر لِما تخبئة الحياة والنتيجة التي ستحصل عليها من اكتشافك أنك ستتجنب أفعالاً كثيرةً لا تتفق مع شخصيتك الجديدة، كإصدار الأحكام بناء على الجهل والاندفاعية وانتقاد طريقة عيش وأفكار الآخرين لأنها ليست كطريقتك، كل ما كان بك سيتبدل عندما تتقبل هذا الاختلاف وستصبح حياتك أكثر سلاسة مما قبل، وربما ستجد في الإطار الواسع شيئاً يشبهك وتبدل ما كان لا يشبهك في السابق وتضيف لحياتك لوناً جديداً وستكون مدينًا للاختلاف لأنه جعل عقلك يتحرك من المكان الذي كان واقفاً فيه ولأنه انتشلك من بيئتك الجامدة وأصبحت ترى الحياة بنظرة أوسع وأبسط وأجمل وسوف تشعر بانتصار لخروجك من إطار لم تكن صورتك مناسبة أن تبقى في وسطه.