أعلنت أرمينياوأذربيجان الخميس بدء التحضيرات لمفاوضات سلام تهدف لحل نزاع مستمر منذ ثلاثة عقود في منطقة ناغورني قره باغ التي شهدت حربين، إحداهما في 2020. اتخذ القرار خلال لقاء نظم "الأربعاء" في بروكسل بين رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بوساطة من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال. يأتي الإعلان بعد تجدد التوتر في مارس حول ناغورني قره باغ، المنطقة الانفصالية في أذربيجان والتي تسكنها غالبية أرمنية، تتنازع يريفان وباكو على هذه الأراضي منذ التسعينيات، أوقعت آخر حرب بينهما في خريف 2020 حوالى 6500 قتيل. بعد محادثاتهما في بروكسل، أمر باشينيان وعلييف وزيري خارجية بلديهما "ببدء التحضيرات لمفاوضات السلام بين البلدين" كما أعلنت الخارجية الأرمنية في بيان. وجاء في البيان أنه "تم التوصل إلى اتفاق خلال هذا اللقاء لتشكيل لجنة ثنائية حول مسائل ترسيم الحدود"، وستكلف هذه اللجنة خصوصا ضمان الأمن والاستقرار على طول الحدود. من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية أن الأعمال جارية لبدء مفاوضات السلام مضيفة أن الاتفاق المستقبلي سيرتكز على "المبادئ الأساسية التي اقترحتها أذربيجان في وقت سابق". رحب الكرملين الخميس بنبأ "إيجابي جدا" لكن الناطق باسمه ديمتري بيسكوف قال "من الواضح أن العملية ستستغرق الكثير من الوقت". من جهته أكد شارل ميشال في بيان أن "الرئيس علييف ورئيس الوزراء باشينيان عبرا عن رغبتهما في التقدم سريعا نحو اتفاق سلام". "تقدم ملموس" أكدت أوليسيا فارتانيان المحللة في مجموعة الأزمات الدولية أن الإعلان يشكل "تقدما كبيرا حققه البلدان". من جهته قال المحلل السياسي الأذربيجاني مهمن علييف "إنه تقدم ملموس كبير نحو اتفاق سلام، يتحقق للمرة الأولى بوساطة من الاتحاد الأوروبي". وفي نوفمبر 2020، وقعت أرمينياوأذربيجان اتفاق وقف إطلاق نار بوساطة روسية، وضع حد لحرب استمرّت ستة أسابيع بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين للسيطرة على إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي. وأوقع النزاع أكثر من 6500 قتيل، وانتهى بهزيمة قاسية تكبّدتها أرمينيا التي أجبرت على التنازل لأذربيجان عن مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها منذ تسعينات القرن الماضي. وكانت يريفان وباكو عبرتا في الأيام الماضية عن رغبتهما في استئناف جهودهما الدبلوماسية. تأتي هذه الضمانات بعد توتر جديد، فقد اتهمت روسيا في نهاية مارس أذربيجان بأنها انتهكت وقفا لإطلاق النار تفاوض عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف النزاع في 2020، بموجب هذا الاتفاق تم نشر قوات حفظ سلام روسية في ناغورني قره باغ. بحسب موسكو، احتل الجيش الأذربيجاني فيها مدينة واستخدام طائرات مسيرة هجومية.