يحتفل العالم بشهر مارس من كل عام شهراً للمرأة؛ لكونه يشهد عدداً من الأيام العالمية التي تعبّر عنها وتفخر بمواقفها، وفي بلادنا الغالية كثير من الرموز النسائية الوطنية العظيمة؛ فحينما تعود بنا الذاكرة إلى الأمس القريب لنتجوّل في سكك الدرعية حيث يتزاحم أمام نواظرنا عددٌ من النماذج التاريخية الوطنية التي جدير بنا أن نقف أمامها احتراماً نظيرَ مواقفها الحيوية وإسهاماتها الفاعلة والمؤثرة في مجتمعها آنذاك، تأتي في مقدمة تلك النماذج: المرأة العظيمة موضي بنت سلطان أبي وهطان الكثيري زوجة الإمام محمد بن سعود التي تعدّ أول امرأة سعودية تدخل التاريخ لدورها الإنساني والاجتماعي إبان عهد الدولة السعودية الأولى، ناهيك عن مكانتها البارزة والمؤثرة في مجتمع الدرعية التي لا تزال شاهدةً على ذلك حتى اليوم، ومن موضي إلى سارة والدة الملك عبدالعزيز التي وقفت كذلك خلف كل إنجاز حقّقه ابنُها المؤسس، بدءاً من فكرة استعادة ملك الآباء والأجداد، ووصولاً إلى توحيد مملكتنا الغالية وما تخلله من عقبات ومصاعب.. كانت تلك المرأة العظيمة الأميرة سارة بنت أحمد السديري. ولنا في ابنتها الأميرة نورة بنت عبدالرحمن آل سعود عزوة تُروى وتنهض بها الأجيال؛ فلم تعُد قصة عزوة "إخوان نورة" عزوة "للمعزّي" وأبنائه، بل أضحت عزوةً لكل السعوديين تستنهض هممهم وتستصرخ شجاعتهم جيلاً بعد جيل، ولا تزال - وستبقى - تلك النخوة خالدةً في ضمير كل سعودي في أرجاء مملكتنا الغالية. كانت المرأة السعودية، ولا تزال، موضعَ تقديرٍ واهتمامٍ من القيادة الرشيدة، وفي ظل ما نشهده اليوم من دعم كلّ ما من شأنه تمكين المرأة وَفق ما رسمَتهُ رؤية المملكة 2030 وتفعيل دورها المنشود في جميع المجالات للوصول إلى القمة، وبحكم انتمائي العزيز وعملي في القطاعات الثقافية المختلفة أشهد أنّ المرأة السعودية شريكٌ في بناء الوطن ورفعته ونمائه بالأمس واليوم، وستبقى كذلك في المستقبل بإذن الله.