افتتح معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة "سار" المهندس صالح بن ناصر الجاسر أمس، "منتدى الفرص الصناعية للخطوط الحديدية" الافتراضي، الذي عقد اليوم برعاية إستراتيجية من برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب"، وبمشاركة كبيرة من الصناعيين المحليين والدوليين والمهتمين ونخبة من خبراء قطاع الخطوط الحديدية. وقال وزير النقل: إن إطلاق المنتدى للحزمة الأولى من الفرص الاقتصادية والصناعية التي يتجاوز حجم الاستثمارات المتوقعة فيها أكثر من مليار ريال، ستوفر ميزة نوعية وقيمة مضافة ليس لقطاع النقل فحسب، وإنما للعديد من القطاعات الداعمة والمكملة لصناعة الخطوط الحديدية. موضحاً أن المنتدى يهدف إلى توسيع فرص الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتطوير البنية التحتية للخطوط الحديدية، وفق خطط القطاع السككي خلال الفترة المقبلة والتي تستهدف فتح السوق لمشغلين جدد، وزيادة مشاركة القطاع الخاص في عمليات الشحن ورحلات نقل الركاب والأصول. وبين أن الأهداف الطموحة للإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية تتضمن تمكين ودعم الإستراتيجيات الوطنية الرائدة في قطاع الصناعة والتجارة وصولاً للسياحة والحج والعمرة من خلال حزمة من المشاريع والبرامج الكبرى التي تشمل تأسيس وتشغيل بنية متينة وآمنة وفعالة من الخطوط الحديدية تعمل على تعزيز الربط السككي بين مناطق المملكة وتوفير خدمات موثوقة ذات جودة عالية للنقل والشحن عبر الخطوط الحديدية بما يسهم في خفض معدلات استهلاك موارد الطاقة في قطاع النقل ويزيد من معدلات الأمان أثناء التنقل. وأشار معاليه إلى أن منتدى الفرص الصناعية للخطوط الحديدية يأتي بعد مضي عام كامل على انتهاء عمليات إعادة هيكلة قطاع الخطوط الحديدية بالمملكة تحت مظلة شركة "سار" وفي مرحلة تحقق فيها منظومة النقل والخدمات اللوجستية -ولله الحمد-، وبدعم القيادة الرشيدة إنجازات عدة ومتنوعة في مختلف قطاعات المنظومة. وأكد الجاسر أن الخطط التوسعية للخطوط الحديدية خلال السنوات المقبلة تهدف لزيادة أطوال سكك الحديد بما يتجاوز 8000 كلم إضافي لتحقيق الربط المحلي والإقليمي وبما يضاعف من قدرات النقل عبر القطارات للركاب والشحن وتبني التكنولوجيا الحديثة والحلول التقنية المتقدمة التي ستسهم في خفض الأثر البيئي للنقل عبر القطارات، وتزيد من تنافسية المنتجات السعودية ورفع كفاءة سلاسل الإمداد؛ مؤكداً أن الخطوط الحديدية بخبراتها التراكمية وامكاناتها الكبيرة وعبر شبكاتها الثلاث الممتدة على أطوال تتجاوز 5500 كلم حالياً (التي تشمل قطار الشرق – قطار الشمال –قطار الحرمين السريع)، استطاعت أن تنقل أكثر من 33 مليون مسافر، وأكثر من 70 مليون طن من المعادن والبضائع خلال الأعوام العشر الماضية، ما يعني إزاحة أكثر من 6 ملايين رحلة عبر الشاحنات، الأمر الذي انعكس على خفض عدد الحوادث على الطرق وتقليل عدد الوفيات بما يفوق 50% خلال السنوات الخمس الماضية. من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" الدكتور بشار بن خالد المالك، أن الفرص الصناعية المطروحة بالمنتدى جاءت لتلبية الحاجة المحلية المبنية على دراسات نفذتها "سار"، وبما يتواءم مع أهدافها الإستراتيجية وعدد من أهم برامج رؤية المملكة 2030 كبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب"، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وبرنامج جودة الحياة، وغيرها من البرامج، مؤكداً عزم الشركة على تذليل جميع التحديات بالشراكة مع القطاعات الحكومية كافة واتخاذ القرارات اللازمة نحو توطين صناعة الخطوط الحديدية. وحث المالك، القطاع الخاص على استثمار هذه الفرص كشركاء أساسين في قطاع حيوي وواعد، مبيناً أن توطين صناعة الخطوط الحديدية لم يعد خياراً بل هدفاً إستراتيجياً نسعى لتحقيقه بإصرار. وأوضح أنه منذ انطلاقة "سار" وحتى يومنا هذا، كانت زيادة المحتوى المحلي والدفع بتنمية قدراتنا الصناعية الوطنية أحد أهم أولويات الشركة، عبر تشجيع المصانع الدولية للشراكة ونقل التقنية والمعرفة لعدد من مصانعنا المحلية، ما أسهم في زيادة نسبة المحتوى المحلي لدى "سار" بما يزيد عن 41% من مجمل وارادات الشركة بقيمة تجاوزت 1,5 مليار ريال، كما أتاح مزيداً من النمو لعدد من المصانع التي وجدت في صناعة الخطوط الحديدية أو الصناعات المكملة فرص نوعية تمكنت من اقتناصها وتطوير أعمالها بما يتواكب مع الطلب المتزايد محلياً وإقليمياً.