يركزّ مفهوم التحول الرقمي على تطور المملكة باتخاذ أسلوب جديد ومحسَّن لتسريع المراحل المتعلقة بالتحول الرقمي، وذلك من خلال تبني وتنفيذ أحدث أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية وتقنية المعلومات والاتصالات، والتي تساعد في تسهيل الآليات الشاملة للتحول الرقمي، والبدء في إطلاق اقتصاد للمعرفة، ويعد التحول الرقمي أحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة 2030، لتسريع وتمكين التحول الرقمي في المملكة وتحقيق الكثير من الإنجازات الوطنية الرقمية من خلال منظور وطني رقمي يعكس الرؤية الرقمية. وتسعى التجربة الرقمية إلى تكوين انطباع إيجابي في المقام الأول لدى أي شخص عند استخدامه التقنية قبل قدومه إلى المملكة لأداء النسك، منذ مرحلة تفكيره في أداء العمرة أو الحج بحيث تكون التجربة تقنية كاملة وسلسة ومأمونة ومتميزة باستخدام التقنية وكل ما يساعد على هذه التجربة من إثراء وتميّز في أثناء أداء النسك وبعدها سواءً من زيارة الأماكن الدينية أو الثقافية وغيرها، وحرصت وزارة الحج والعمرة على أن تكون التجربة التقنية ثريّة تعكس كل المراحل التي يمرّ بها ضيف الرحمن وتشمل مرحلة ما قبل الوصول ثم القدوم والمغادرة والتنقّل وفي الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وفي محور الصحة والأمان والضيافة واكتشاف المملكة وتقديم خدمات ذات جودة عالية وإثراء التجربة الدينية والثقافية للحاج والمعتمر وتحقيق الاستدامة في مجال الابتكار وتطوير الخدمات الرقمية في مجال الحج والعمرة، لتكون رحلة الحج والعمرة والزيارة مقننة وسهلة وميسرة في جو من السكينة والطمأنينة، لتبقى ذكرى مميزة ورائعة في ذاكرة الحاج والمعتمر والزائر تحقق له الرضا، وتجعله سفيراً ينقل للعالم جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن. وتعمل وزارة الحج والعمرة في أداء مهامها بالتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية لتيسير إجراءات أداء المناسك، وضبط وتقنين الخدمة من خلال تطوير الأنظمة وتوظيف التقنية ورفع كفاءة العاملين في خدمة ضيوف الرحمن، وإكمال البنى التحتية بهدف توفير ضيافة دينية بمعايير عالمية، تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تشمل زيادة أعداد المعتمرين، وإثراء التجربة وعكس التطوّر الذي نراه في المملكة من خلال تجربة ثرية وأداء المناسك بكل طمأنينة. وتتمتع المملكة ببنية تحتية رقمية قوية ساهمت في تسريع عملية التحول الرقمي فيها، وعملت هذه البنية على تمكين المملكة لمواجهة الأزمات المُعطلة لكافّة الخدمات في القطاعين العام والخاص، كما ساهمت في استمرارية الأعمال والعمليات التعليمية وكافّة متطلبات الحياة اليومية للمواطن والمقيم في ظل جائحة كورونا (كوفيد - 19). وصُنفِت المملكة ضمن أفضل 10 دول متقدمة في العالم لما تمتلكه من متانة في البنية التحتية الرقمية، وقالت وزارة الحج والعمرة أن تطبيق "اعتمرنا"، سيشهد مرحلة تطوير تعزّز منظومة الخدمات التي يقدمها للمستخدمين، وأن التطبيق الذي أُطلق خلال فترة الجائحة يعدّ من الأشياء المتميزة التي شهدت تطبيقاً فعلياً لإثراء التجربة الرقمية في منظومة خدمات الحج والعمرة والزيارة، ومنحنا التطبيق فرص هائلة في المستقبل لإثراء التجربة وإسهامه في الاستخدام الأمثل لوصول المصلين والزائرين للحرمين الشريفين وخاصة عملية تنظيم الدخول إلى الروضة الشريفة وإتاحة الفرصة بشكل أكبر وسلس للمصلين لأداء الصلاة في الروضة بشكل أفضل من قبل وبأعداد أكبر. وقامت المملكة بتحسين جودة الخدمات الرقمية المقدمة للمستفيدين من خلال الشراكة مع القطاع الخاص لتوفير تغطية شبكة الألياف الضوئية لأكثر من 3.5 ملايين منزل في جميع أنحاء المملكة، وزادت حركة الإنترنت خلال الجائحة بنسبة 30 ٪، وضاعفت حركة الإنترنت من خلال عبر مقسم الانترنت الوطني، وكذلك زادت سرعة الإنترنت من 9 ميجابت / الثانية في عام 2017 إلى 109 ميجابت / الثانية، في عام 2020، واستكمال توسعة نظام التغطية الداخلية في التوسعة السعودية الثالثة في الحرم المكي، وتحقيق المملكة لقب الدولة الأكثر تقدمًا من بين دول العشرين في التنافسية الرقمية بسبب الدعم الحكومي الشامل للتحول الرقمي في المملكة كجزء من رؤية 2030، ووفرت المملكة خدمات الاتصالات الأساسية بنسبة 100 % للأسر، حيث غطت أكثر من 576 ألف منزل بالنطاق العريض اللاسلكي في المناطق النائية. جدير بالذكر أن المملكة اعتمدت مؤخراً استراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات التي تمتد إلى أكثر من 5 سنوات، وتهدف إلى تطوير قدرات المملكة الرقمية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات واستثمارها بطريقة مُثلى في نمو مشاريعها المستقبلية، بما يحقق مستهدفات الرؤية المملكة، وخدمة الأفراد والمجتمعات، ومواكبة المتطلبات الوطنية والتطورات العالمية، إضافةً إلى استقطاب وجذب المزيد من الاستثمارات التقنية الأجنبية.