اقترب القتال الجمعة بين القوات الروسية والأوكرانية من منشأة زابوريجيا النووية التي تعدّ الأكبر في أوروبا، ما تسبّب باندلاع حريق دفع قادة العالم الى دقّ ناقوس الخطر والتحذير من وقوع كارثة شاملة. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ أوكرانيا لم ترصد "أيّ تغيّر" في مستوى الإشعاعات في المحطة عقب القصف، وطمأن مسؤولون أميركيون إلى أن "المفاعلات في المنشأة محمية من هياكل قوية ويتم إغلاق المفاعلات بشكل آمن". ومفاعلات زابوريجيا هي من نوع مفاعلات الماء المضغوط، التي تعد من بين الأكثر أماناً. وتقع المنشأة في جنوبأوكرانيا على نهر دنيبر، على بعد نحو 525 كيلومتراً جنوب تشرنوبيل، حيث وقع أسوأ حادث نووي في التاريخ عام 1986، موقعاَ مئات القتلى. وتبلغ الطاقة الإجمالية لمحطة زابوريجيا نحو ستة آلاف ميغاوات، وهي طاقة تكفي لنحو أربعة ملايين منزل. وحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيران روسيا الجمعة على عدم تصعيد التوتر، بعد ثمانية أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي: "لا نضمر نوايا سيئة لجيراننا، وأنصحهم أيضا بعدم تصعيد الموقف وعدم فرض أي قيود. نفي بجميع التزاماتنا وسنواصل الوفاء بها". وأضاف "لا نرى أي ضرورة هنا لتوتر علاقاتنا أو تدهورها. وجميع أفعالنا، إذا ما حدثت، تأتي فقط ردا على بعض الأعمال غير الودية والتصرفات المعادية لروسيا الاتحادية". من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون وأعاد إلى الأذهان ذكرى أسوأ كارثة نووية في التاريخ "أيها الشعب الروسي.. أناشدك: كيف يكون هذا ممكنا؟ بعد أن وقفنا معا عام 1986 في مواجهة كارثة تشرنوبيل". وأضاف "يتعين عليكم... أن تخرجوا إلى الشوارع وتقولوا إنكم تريدون الحياة، تريدون أن تعيشوا على الأرض بدون تلوث إشعاعي. الإشعاع لا يعرف أين توجد روسيا. الإشعاع لا يعرف أين حدود بلادكم". وألقت وزارة الدفاع الروسية الجمعة مسؤولية هجوم على موقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا على مخربين أوكرانيين ووصفته بأنه استفزاز وحشي. وقالت أوكرانيا إن القوات الروسية هاجمت المحطة في الساعات الأولى من صباح اليوم وإن النيران اندلعت في مبنى تدريب مجاور لها مؤلف من خمسة طوابق، في واقعة أثارت إدانات دولية لموسكو في اليوم الثامن من غزوها لأوكرانيا. وقال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن المحطة النووية تعمل بشكل طبيعي وإن المنطقة تخضع للسيطرة الروسية منذ 28 فبراير شباط. وأضاف "الليلة الماضية في المنطقة المجاورة لمحطة الكهرباء، قام نظام كييف القومي بمحاولة استفزاز وحشية. "قرابة الساعة الثانية فجرا خلال دورية حراسة في المنطقة المجاورة لمحطة الطاقة النووية في زابوريجيا، تعرضت دورية متنقلة للحرس الوطني لهجوم من مجموعة تخريبية أوكرانية". وتابع "تم إطلاق نيران أسلحة خفيفة كثيفة على جنود من الحرس الوطني الروسي من نوافذ عدة طوابق في مجمع تدريب يقع خارج محطة الطاقة". وقال إن الدورية الروسية ردت بإطلاق النار لصد الهجوم وإن "المجموعة التخريبية" تركت مجمع التدريب وأضرمت النيران فيه أثناء مغادرتها. ويتعارض كلام المتحدث الروسي مع الرواية الأوكرانية للأحداث. وفي وقت سابق أظهر مقطع فيديو من المحطة تحققت منه رويترز مبنى تتصاعد منه النيران ووابلا من القذائف قبل أن تضيء كرة متوهجة كبيرة في السماء وتنفجر بجوار موقف للسيارات ويتصاعد الدخان في أنحاء المجمع. فيما دعا الكرملين الروس للوقوف خلف الرئيس فلاديمير بوتين، بعد أكثر من أسبوع على بدء غزو أوكرانيا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "ليس الآن وقت الانقسام"، وذلك ردا على سؤال بشأن مناشدات أطلقتها شخصيات عامة لإنهاء الحرب. وأضاف "الآن وقت الوقوف صفا واحدا، الوقوف صفا واحدا خلف رئيسنا". وأضاف "هناك بالفعل نقاشات محتدمة بين المعنيين بالثقافة. هناك من يدعم الرئيس ويؤيده بإخلاص وهناك من لا يفهم ما يجري يجب أن نشرح لهؤلاء الأمور بروية". ونشرت عرائض عدة لمواطنين ضد الحرب بما في ذلك بيانات خاصة وقعتها شخصيات ثقافية وعلماء في مجال الطب. شددت السلطات الروسية القيود المحلية في أعقاب غزو أوكرانيا بما في ذلك إغلاق وسائل الإعلام المستقلة وحجب مواقع إلكترونية وتبني تعديلات تشريعية لفرض أحكام بالسجن على الذين يدانون بنشر "معلومات كاذبة" عن الجيش. وحول النزاع في أوكرانيا، قال المتحدث باسم الكرملين إن بوتين لا ينوي التحدث إلى الرئيس الأوكراني، معتبرا أن محادثات اليوم السابق يجب أن تستمر بهذا الشكل بمشاركة ممثلين عن الرئاستين. وأوضح بيسكوف أن "هذه المفاوضات هي وسيلة جيدة لنقل وجهة نظرنا إلى الجانب الأوكراني بشأن المشكلة". كما لا ينوي الرئيس الروسي إجراء أي محادثة مع نظيره الأميركي جو بايدن. وقال بيسكوف إنه "لم يتم التخطيط لمحادثة من هذا النوع"، موضحا أنه "من الصعب اعتبار هؤلاء الشركاء في الوقت الحالي محاورين" بينما تتهم روسيا الغرب بشكل عام والولايات المتحدة خصوصا باستخدام أوكرانيا أداة في مواجهة موسكو وجعلها تهديدا استراتيجيا للكرملين. مفاعل زابوريجيا بعد تعرضه لحريق أمس