إن يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى وطنية عابرة، بل مناسبة لربط الأحفاد بتجربة وتضحيات الأجداد، ليستلهموا من خلالها ما حمله الآباء على عاتقهم ثلاثة قرون لتمهيد الطرقات للأجيال على مر العصور لبناء الوطن الآمن، في زمن كثرت فيه الصراعات والحروب، لتكون المملكة مقصداً آمناً للجميع ودولة عظيمة وضعت لبنتها الأولى من أرض الدرعية، وقامت على مبادئ راسخة وأصيلة نسير عليها حتى اليوم. وجاء قرار الاحتفال بيوم 22 من فبراير هذا العام، ليعكس بالغ اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -يحفظهما الله- وما يوليانه لتوثيق تاريخ المملكة وكذلك تاريخ الجزيرة العربية، ولنعبر جميعاً عن امتناننا لمن مهدوا الطريق لإكمال المسيرة التي بدأت منذ تأسيس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139ه. هذا القرار سيكون له أثر كبير في تعميق أواصر المحبة حينما تمر بذاكرتنا جميعاً قصص الولاء وما فعله أجدادنا منذ التأسيس، مروراً بالدولة السعودية الثانية التي لم يفصلها عن الدولة الأولى سوى 7 سنوات، إلى أن وحد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- بلادنا تحت راية واحدة بعد 10 سنوات فقط من الدولة السعودية الثانية. ولعل الصحوة الشبابية التي شاهدناها خلال الأيام الماضية عكست وبكل وضوح التحام وتماسك جيل المستقبل الذين دشنوا هاشتاق "#يوم التأسيس و #يوم بدينا" على موقع تويتر ليحتل الصدارة بقصص التلاحم الكبير بين المواطن والوطن والقيادة، وما نستعيده من ذاكرة التاريخ من ماضٍ أصيل لسيرة وطننا العزيز، وما نعيشه من حاضر مشرق نفخر به، وما عاصرناه من تحول كبير ضمن رؤية القيادة الحكيمة لاستغلال مكامن قوتّنا التي حبانا الله إياها لنكون في مقدمة مصاف دول العالم. كل عام والوطن والقيادة وشعبنا الوفي بخير، والنهضة تثير بثبات، ونسأل الله العلي العظيم أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يعز وطننا الغالي ويديم عليه أمنه وأمانه وازدهاره ورخاءه وتقدمه.