تسمو كل أرض بسمائها ويختمر التاريخ الأخضر بمواقيت المجد التليد حين تثمر الصحراء بدولة الاعتزاز حقب زمنية تلونت بتضحيات الرجال ودحر جهود الانكسار توالت السنون واستيقظت الهمم وانسابت الأمنيات الكريمة عند أسماء الفخر وأنساب السمو بتأسيس دولة تاريخية على أرض طيبة كريمة متناثرة ومتصلة بالحب بني هذا الوطن ببناء الإنسان نفسه وتنمية الأرض وإعمار الأماكن بالأمن والدين والتعليم والخيرات هكذا كان التأسيس استوجب جهود الطمأنينة والتأمين وكانت هذه بمثابة رؤية زاخرة بالتطلعات والتوقعات الجميلة رؤية مشبعة بالوعي والفهم لقيمة الأرض وقيمة الإنسان. تحتفل المملكة العربية السعودية في 22 فبراير وتحتفي بيوم تأسيس الدولة السعودية الأولى في منتصف عام 1139 هجري، وإعادة هويتها التاريخية، وتوجيه ذكراها باتجاه مواقف الزهو. يوم التأسيس يمثل الارتباط الوثيق بتاريخ الأرض والسماء السعودية وقادتهم منذ عهد الإمام محمد بن سعود الكبير، عبر ثلاثة قرون، وهذا ما يؤكد روح الولاء لهذه الدولة العريقة.. ويقوّي الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة؛ مما يجعلهم يشعرون بالفخر، ويعززون قيم الانتماء. هناك دوما واجبات تجاه بلادنا التي يلتصق لون شعارها وعقيدتها بقلوبنا المحبة نتراوح بين ذكرى التأسيس وأيام الوطن فنعتز بأننا جزء من هذا الوطن وتلك الدولة العريقة. ذكرى التأسيس ويومه هو رمز تاريخي يفترض أن نتذاكره بكل جمال وكمال لنستشعر التضحيات الأولى لرجال هذه الدولة وقيادتها الحكيمة التي تمثلت في أجدادهم الكرام. قصة التأسيس قصة يجب أن تروى بكل لغة وتصل لكل أذن ومسمع ويشاهد نتاجها كل بصر ونظر ويلمس رخاءها كل كف كريم ويتذوق أمنها كل لسان طروب بهذا الوطن المعطاء. روايتنا تبدأ ببطولة الأبطال وتستمر بإصرارهم وتبقى بصدقهم ونياتهم البيضاء.. شعارنا اليوم يكتب بماء الذهب ويرسم على لوحات الإبهار بريش الفرح وتعلق على جدران التاريخ المجيد. يوم التأسيس هو زمن كتب فيه بفضل الله إقامة وتجديد دين قويم يشع تجاه العالم.. يوم يصنع بأرواح أفنت ذاتها للحصول على مقام عال بين البشر والدول. المملكة اليوم تعيش في أزهى حلة، وأبدع حالة، نرتقي اليوم في ظل رؤية فارهة تقودنا من التأسيس إلى الثبات وننطلق بعون الله ومنه نحو آفاق التنمية والازدهار واضعين أنفسنا على منصات التقدم في كافة المجال ما بين سياسة وصناعة واقتصاد ورياضة وأمن وإعلام وصحة واستثمار كل ذلك هو امتداد تاريخي بدأ بفضل الله من يوم التأسيس وجهود الثبات وقيم الرجال المخلصين. ويبقى القول: علينا أن نعي قيمة هذا الوطن وهويته التاريخية وأن نجد ونجتهد في الحفاظ على مقوماته ومقدراته وإمكاناته وندافع عنه ونجعل عمقنا القديم نفحات نتنفس من خلالها المستقبل والتطور ونبحر في عنان الخير والاستقرار.