تهل علينا مناسبة الاحتفال الأول بذكرى (يوم التأسيس) في هذا العام، بعد إصدار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الأمر الملكي الكريم باعتماد يوم 22 فبراير من كل عام (يوم التأسيس) للدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، ليصبح إجازة رسمية للمملكة العربية السعودية. يؤكد صدور الأمر الملكي الكريم باعتماد (يوم التأسيس) يوما وطنيا يحتفى به؛ عناية وحرص خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - على تعزيز الهوية الوطنية لأبناء السعودية وإبرازها، بربطهم معرفيا ووجدانيا بالشخصية الفريدة التي وضعت اللبنة الأولى لتاريخنا السعودي، وهو الإمام محمد بن سعود - رحمه الله -؛ مؤسس الدولة السعودية الأولى وأول حكامها، ليؤدي دورا مهما وبارزا في المسيرة التاريخية للوطن. وينبغي علينا معرفة القيمة الثمينة لهذا اليوم المجيد، باستحضار ما عاشته شبه الجزيرة العربية لأزمان طويلة من إهمال وفرقة وانقسام، حتى انطلقت مسيرة سياسية فريدة في شبه الجزيرة العربية، بدأت بتأسيس الدولة السعودية الأولى عام (1727م) على يد الإمام محمد بن سعود، وامتدادا لها تأسست الدولة السعودية الثانية على يدي الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود في (1824م)، ثم بعد انتهائها تأسست المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمهم الله - عام (1902م). نحتفي اليوم بلحظة محورية في تاريخ المنطقة والبشرية، نستذكر فيها التاريخ العريق لوطننا، وحضارتنا السعودية المتجذرة، وثقافتنا الأصيلة الراسخة التي بدأت من الدرعية عاصمة السعودية الأولى لتستمر إلى اليوم، وتصبح دولة رائدة في مختلف الجوانب في ظل القيادة الحكيمة والحكومة الرشيدة، واستنادا إلى إرث سياسي عظيم، وتاريخ عريق، وحضارة ممتدة لأكثر من ثلاثة قرون، يستحق أن يستذكر تفاصيله أبناء المملكة ويحتفلون به كل عام، اعتزازا بالجذور الراسخة لهذا الوطن المبارك، وارتباط مواطنيها الوثيق بالدولة وقادتها منذ عهد الإمام. وفي (يوم التأسيس)؛ تحولت (السعودية) من حلم وفكرة، إلى دولة وحضارة، تشهد اليوم تطورات واسعة في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - بدأت بإعلان (رؤية السعودية 2030)، التي مهدت الطريق لإطلاق العديد من البرامج والمبادرات والمشاريع، منها: برنامج صندوق الاستثمارات العامة، وبرنامج التحول الوطني، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، ومشروع نيوم، ومشروع مدينة الملك سلمان للطاقة، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع روشن، ومشروع القدية، ومشروع بوابة الدرعية، ومشروع أمالا، ومشروع تطوير العلا، ومبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر وغيرها. وتواصل قيادتنا الحكيمة - أيدها الله - العمل لتعزيز نمو الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل، وتحقيق التنمية المستدامة، وتطوير الخدمات وبيئات الأعمال، من خلال تعزيز كفاءة الإدارة المالية والشفافية والحوكمة، وتطوير المناخ الاستثماري لتعزيز ثقة المستثمرين، وتحفيز القطاع الخاص لتعظيم شراكته الاستراتيجية دعما للنمو الاقتصادي وتعزيزا لتنويعه، بتنمية قطاعات وأنشطة اقتصادية جديدة، والدور الفاعل لصندوق الاستثمارات العامة في دفع التنمية الاقتصادية، وحسن إدارة وتنمية أصول المملكة بصورة استراتيجية لتنمية الإيرادات، وتطوير البيئة التشريعية، وجذب الفرص الاستثمارية بما ينسجم والرؤية الطموحة والواعدة، لبناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح. ولله الحمد بدأنا نجني ثمار التوجيهات السديدة لخادم الحرمين الشريفين والقيادة الحكيمة لسمو ولي العهد - حفظهما الله - حيث نجحت المملكة بكل اقتدار في قيادة مجموعة العشرين في العام 2020م، التي ضمت قادة أكبر الاقتصادات في العالم، وإدارة النقاش العالمي لإيجاد الحلول الملائمة لأهم القضايا المالية والاجتماعية والاقتصادية، وكذلك المبادرة بطرح جملة من المقترحات لمعالجة الآثار السلبية العالمية الناتجة عن وباء (فيروس كورونا). إضافة إلى القفزات النوعية التي شهدها القطاع الصناعي السعودي، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة والبتروكيميائيات، إلى جانب جذب أكبر الشركات العالمية للاستثمار في المملكة، وتوطين التقنيات المبتكرة، وغيرها من المنجزات التي حققت عددا من مستهدفات (رؤية 2030) نحو رسم المستقبل الأفضل للوطن. وعاقدون العزم في (سابك) على مواصلة العمل والجهد للإسهام في دفع عجلة التنمية المستدامة، وتنمية المحتوى المحلي، وجذب واستقطاب الاستثمارات في مجالات الابتكار والتقنية والمشتريات والتصنيع، وتوفير فرص العمل للقدرات البشرية السعودية، وتعزيز النمو والتقدم نحو تلبية أهداف الرؤية الوطنية. وإنني في هذه المناسبة الغالية، أتشرف بأن أرفع أسمى آيات العرفان والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، وإلى مقام ولي العهد الأمين - حفظهما الله - وإلى حكومتنا الرشيدة - أيدها الله - كما أزف أطيب التهاني والتبريكات لجميع أفراد الشعب السعودي النبيل بهذه الذكرى الغالية، داعيا الله تعالى أن يحفظ قيادتنا الحكيمة، وأن يحفظ علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، ومتطلعا إلى أن يستمد أبناء الوطن الغالي من هذا اليوم الاستثنائي معاني وقيم العمل والبناء والعطاء والتضحية، التي ستقودنا بإذن الله إلى مزيد من النماء والازدهار والريادة على المستوى العالمي.