العلاقات السعودية - الأميركية علاقات قوية، ومتجذرة ومتطورة، وتعدد مجالات تلك العلاقة يزيد من متانتها ويدفع بها إلى مجالات أوسع وأرحب، فالبلدان حريصان على توثيق علاقتهما بما يخدم مصالحهما المشتركة، ويعزز الأمن والسلم الإقليميين والدوليين. عمق العلاقات السعودية - الأميركية والرغبة المشتركة في تعزيزها عبر مختلف السبل، والتركيز على القضايا التي تمثل جوهر العلاقة دفع بها إلى أن تكون علاقة متطورة تعتمد على إرث تاريخي، فالبلدان تجمعهما ملفات مشتركة لا سيما ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والطاقة والأمن والتجارة والتعليم والتبادل الثقافي. الاتصال الذي تلقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- من الرئيس الأميركي جوزيف بايدن أول من أمس جاء في إطار التنسيق المشترك بين المملكة والولايات المتحدة في المجالات كافة، خاصة فيما يتعلق بتعزيز التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب وتمويله، حيث تملك المملكة رصيداً عالياً وخبرة عالمية يشار إليها بالبنان عطفاً على تجربتها في مكافحة الإرهاب التي ساهمت بشكل فاعل في إحباط العديد من العمليات الإرهابية حول العالم. وجاء التزام الرئيس بايدن بدعم المملكة في الدفاع عن أراضيها وحماية مواطنيها وتأمين احتياجاتها الدفاعية للحفاظ على أمنها وأمن المنطقة واستقرارها ليؤكد متانة العلاقة السعودية - الأميركية وتجذرها وتشابك مصالحها خاصة فيما يتعلق بمنع إيران من امتلاك إيران السلاح النووي، وضرورة العمل المشترك لمواجهة الأنشطة الهدامة لأذرع إيران في المنطقة، وجاء حرص خادم الحرمين -حفظه الله- على الوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن وسعيه لتحقيق الأمن والنماء للشعب اليمني ليؤكد من جديد الرغبة الصادقة لإحلال السلام في اليمن على أساس المرجعيات الثلاث. خادم الحرمين الشريفين أكد للرئيس الأميركي خلال الاتصال أهمية الحفاظ على توازن أسواق البترول واستقرارها، فذلك هو ديدن المملكة في الحرص على مصالح المنتجين والمستهلكين، مما ساهم بفعالية في تحقيق مصالح الطرفين. الحرص المشترك بين الرياض وواشنطن على تعزيز علاقتهما الاستراتيجية يخدم مصالحهما المشتركة، ويتعداها إلى أمن واستقرار الإقليم، والأمن والسلم الدوليين.