سقط طالب سابق عمره 19 عاما، قتيلا بالرصاص عقب انتهاء مباراة في كرة السلة بمدرسة ثانوية قبل أسبوع في بيلويت بولاية ويسكونسن الأميركية، ويوم الاثنين الماضي وقع حادث إطلاق نار خارج مدرسة تشابرال الثانوية في لاس فيغاس، أسفر عن دخول ثلاثة فتية في سن المراهقة المستشفى. ويوم الثلاثاء أصيبت خمس فتيات بالرصاص خارج مدرسة روفوس كينغ الثانوية في ميلووكي، وفي اليوم نفسه سقط طالب قتيلا وأصيب آخر بالرصاص خارج مركز تعليمي في مينابوليس وكانت تلك هي الواقعة الوحيدة التي ألقي فيها القبض على متهمين، وتم توجيه اتهامات لطالبين. بدأت علامات تظهر على أن الضغوط والتحديات التي فرضتها الجائحة، تتسبب في تفاقم العنف باستخدام السلاح في المدارس الأميركية، ويخشى باحثون يتابعون هذه الظاهرة أن يزداد الوضع سوءا. وكانت ساحات المدارس مسرحا لعدد 141 حادث إطلاق نار حتى الآن خلال السنة الدراسية 2021-2022، أي أكثر من أي فترة من الفترات خلال العقد السابق وفقا لتقدير منظمة "إيفريتاون فور جن سيفتي". وتبين استطلاعات حديثة للاتحاد الوطني للتعليم، أن مشكلات كانت قائمة قبل الجائحة مثل التفاوتات وعدم كفاية الموارد تفاقمت، لأن كوفيد-19 فرض تحديات جديدة مثل التسبب في ضغوط نفسية دفعت نصف المدرسين لإبداء رغبتهم في التقاعد المبكر. وقال رون آفي أستور الخبير في العنف المدرسي بجامعة كاليفورنيا - لوس أنجليس: إن هناك عوامل لا حصر لا وراء العنف من بينها الجائحة وزيادة العنف عموما في المجتمع وانهيار الروابط الأسرية. وأضاف أن المشكلة لا تكمن بالضرورة في ضآلة التمويل المتاح، بل في غياب العنصر البشري من مدرسين ومتخصصين يمكنهم معالجة أزمة العنف. وقالت كاثرين شويت الضابطة المتقاعدة في مكتب التحقيقات الاتحادي، التي كان نشاطها يتركز على حوادث إطلاق النار ومؤلفة كتاب "ستوب ذا كيلينج" (اوقفوا القتل) الذي صدر العام الماضي: إن من العوامل الرئيسة الأخرى في العنف اضطراب مواعيد الآباء خلال الجائحة. وهذا معناه قدر أقل من الإشراف والترتيبات التي يمكن للصغار أن يتوقعوها الأمر، الذي يزيد من صعوبة رصد الآباء والمدرسين وغيرهم للعلامات التحذيرية. وقالت جيليان بيترسون أستاذة علم الجريمة بجامعة هاملين والتي شاركت في تأسيس مركز أبحاث "فايلانس بروجكت" (مشروع العنف): إن توفر السلاح عامل آخر في ازدياد حوادث إطلاق النار. وشهد العام الأخير مبيعات شهرية قياسية من السلاح وذلك رغم أن المشتريات بدأت تتراجع. وقالت بيترسون: إن نسبة كبيرة جدا من هذه الأسلحة ليست مؤمّنة في البيوت، بما يتيح للفتية في سن المراهقة الحصول عليها. وأضافت أن من أهم التدابير التي يمكن أن تتخذها المدارس الآن، وضع نظم استجابة وتشكيل فرق حتى يمكن للطلبة والمدرسين إبداء مخاوفهم من بعض الطلبة. ويمكن نقل هذه المعلومات إلى مختصين بإمكانهم تقييم المخاطر.