هذه الكلمات اكتبها في رثاء فقيد أسرتنا ابن العم والأخ سليمان العلي النملة (أبو علي).. قد تعجز الكلمات حين وفاة من يعزون علينا أن تخرج وتظل حبيسة النفس ولكن لمكانة هذا الرجل في قلبي ومحبتي وتقديري واحترامي له خرجت هذه الكلمات لتعبر عن الألم والحزن والفاجعة من جراء فقد شخصية بمكانة هذا الرجل. الفقيد الغالي كان أخا وابن عم ومعلما وصديقا وزميل سلاح فقد سبقني في العمل بالمجال العسكري فأصبح قدوة ونموذجا صالحا، استشيره وأطلب نصحه ولم يكن يبخل بالتوجيه، كان يبادر بالاتصال والمباركة بكل ما يحدث لم أفتقده على الرغم من كثرة مشاغلة كان حاضرا دائما، كذلك كان نعم المساند والداعم في عملنا في لجنة الأسرة لم يتوانَ بالحضور وفي غيابه كان يسأل عما حدث ويتصل ويثني على ما تم عمله بكل أريحية، لم يكن بيننا أي تميز ولم أحس منه هذا الفرق سواءً بالعمر أو المكانة أو الرتبة، يتعامل معنا وكأنه أقل منا بتواضع جم ندر في زماننا هذا. سليمان العلي النملة كان جزءا من حياتنا وكان سلوتنا في كثير من الأحزان، والآن نبكي أنفسنا لفقده لأنه رحل ولن يشعر بحزننا عليه وفجيعتنا به. رحل اللواء سليمان العلي النملة الذي كان يمثل الكثير لي في عملي في القوات المسلحة وعملي في صندوق أسرتنا نجزع لانطفاء تلك الشمعة من حياتنا. رحيل رجل مثل أبي علي ينبئنا أن القطار ماضٍ والأيام حبلى والقدر محتوم وللموت جلال ورهبة. فلا شفاعة بالموت وهكذا هي مشيئة الرحمن جل جلاله وتقدست أسماؤه.. لقد فقدنا فيك يا أبا علي سنداً وداعماً في حياتنا وفي أسرتنا ويعلم الله مقدار ما أكنه لك من المعزة والاحترام والتقدير لرأيك ونصائحك وتشجيعك ومشورتك لنا. هل الحيُّ إلاّ هَالِكٌ وابنُ هَالِكِ وعزُّ البقا للّه غَيْرَ مُشَارِكِ إلى رحمة المولى مضى وهو آمِلٌ لِمَقْعَدِ صِدْقٍ عند أَكْرَمِ مَالِكِ ولمّا مضى أبكى القلوبَ توجُّعاً وإنْ كان ذا وَجْهٍ من الْبِشْرِ ضاحِكِ ما يهون المصاب أنه ما إن يذكر اسمه إلا يتبع بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، وسيبقى ذلك الذكر العاطر وتلك السمعة الرائعة لرجل من الرجال القلائل في حياتنا. العزاء لأحباب الفقيد زوجته أم علي وابنه الغالي علي وإخوانه رقيه أم سويلم وموضي أم عبدالله وعبدالله أبو فيصل ومنيرة أم رزان ومحمد أبو علي وسهام أم علي وصالح أبو طلال.. ولجميع أسرتنا بفقدان أبي علي.. رحم الله الفقيد وتغمد الله روحه الطاهرة في جنات النعيم مع والديه، وأن يلهمنا مع أسرته الصبر والسلوان.