تجاوز خطير وجديد من نوعه، الذي أقدمت عليه ميليشيات الحوثي، عندما استهدفت ضرب منشآت حيوية داخل دولة الإمارات العربية قبل أيام، هذا التجاوز لن يمر على التحالف الذي تقوده المملكة مرور الكرام، وإنما لابد من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في التعامل مع الحوثيين ومن يقف خلفهم، لأن الأمر بات يرتبط بمستقبل منطقة الخليج العربي والعالم أيضاً. الهجوم المتزامن على مطار أبو ظبي ومنشآت نفطية في منطقة مصفحة داخل الإمارات، يعكس تحولاً جذرياً في استراتيجية الحرب في اليمن.. الجرأة التي بدا عليها الحوثيون في هجومهم على الإمارات في أسلحة غير محلية الصنع، وإنما أهدتها لهم إيران التي أرادت أن تشعل المنطقة، وتثير القلق والفزع في كل مكان، عن طريق التحكم من على بُعد في الحوثيين، وتوجيههم إلى تنفيذ أجندتها الخارجية في المنطقة، ليكون لها مكانة وموقع في أي تفاوض مستقبلي، يسعى إلى إنهاء الحرب في منطقة الخليج. ليس عندي شك في أن ما أقدم عليه الحوثيون ومن خلفهم إيران، هو إفلاس حقيقي منهما، بعدما فشلا في الحرب بالطريقة التي تروق لهما، فأرادا لفت أنظار العالم، بالهجوم على منشآت إماراتية، من بينها منشآت نفطية، وقتل مدنيين أبرياء، وهو هجوم لا يستهدف الإمارات وحدها، وإنما يستهدف العالم الذي يعتمد على نفط الخليج العربي في إدارة عجلة الإنتاج لديه، ومن هنا لم يكن غريباً أن تدين دول العالم هذا الهجوم، وتتضامن مع الإمارات قلباً وقالباً، وكانت في مقدمتها المملكة العربية السعودية. الحوثيون بهذا الهجوم يضعون أنفسهم في موقف مخزٍ أمام العالم، فالإمارات تضم جنسيات كثيرة، واستهداف أي بقعة فيها يعني ضحايا عدة من جاليات الدول، وهذا ما تحقق بوفاة هنديين وباكستاني وإصابة 6 آخر من جنسيات مختلفة. أؤمن أن التحالف سيكون قادراً على وقف هذه الاعتداءات، سواء على المملكة أو الإمارات، وبالفعل ظهر الرد المناسب في الوقت المناسب على هؤلاء الحوثيين، بما يتماشى مع القوانين والمعايير الدولية، وفق حق الدفاع عن النفس، ولتعلم إيران أنها ستدفع الثمن غالياً في يوم ما، وعليها أن تدرك أن أسلوبها المعهود في نقل المعركة خارج أراضيها، والتلاعب بمصائر الدول الأخرى، كما يحدث في لبنان والعراق وسورية واليمن، هو أسلوب خبيث، يكشف عن نيات شريرة، تريد الإطاحة بالمنطقة، كي ينعم الملالي بالسطوة والهيمنة، ولكن هيهات أن يتحقق هذا الأمر، في وجود قوات عربية وإسلامية، تقودها المملكة بكل حكمة واقتدار، فهي تراقب المشهد كاملاً، وتقرأ الأحداث وتحللها، ومن ثم تتخذ القرارات المناسبة التي تحمي بها مقدراتها وشعوبها. حفظ الله بلادنا، وحفظ الإمارات، وجميع دول الخليج العربي.