كانت تلك الرسمة في عام 1411ه أثناء رحلتي السنوية لقرية "المفتاحة"، والتي استمرت طوال أربع سنوات من عام 1408ه وحتى عام 1411ه وذلك برفقة الفنانين محمد السليم وسعد العبيد -رحمهما الله-، يصحب بعضنا بعضاً لغرض الرسم في فصل الصيف في قرية المفتاحة في أبها البهية، ذكريات لا تنسى، وتستحق أن تكون هذه اللوحة تذكارا لها.. من المواقف التي حدثت بعد انتهائي من هذه اللوحة وأضافت لها قيمة معنوية ونفسية كبيرة، حين تكرم الفنان محمد السليم -رحمه الله- بالدخول عليّ في مرسمي بعد انتهائي منها، ليراني وقد فتحت النافذة ورسمت المنظر الذي أمامي وكان المنزل تراثيا، فابتسم وقال: أهذا أنت يا ناصر، تركت الحروفية ورسلت بواقعية، فرددت عليه: هذا الموجود، وذاك مفقود.. وكان لنظرة الإعجاب والثناء الذي تعطرت أذني بسماعه منه -يرحمه الله- أثراً بالغاً في قيمة هذه اللوحة في قلبي، فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه.