أظهر تقرير عن سوق الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حجم السوق الحالي والمستقبلي للمملكة وأهمية الاهتمام بهذا القطاع ليكون أحد موارد الاقتصاد المحلي بما يعزز رؤية المملكة 2030. واحتوى التقرير الذي أصدرته شركة الأبحاث نيكو بارتنرز -الذي يمكننا للمرة الأولى من قراءة سوق الألعاب في المنطقة بطريقة علمية وبمعايير عالمية- على كثير من المعلومات التي تهم جمهور ألعاب الفيديو، والمطّلعين والمهتمين بالمجال، وكذلك المستثمرين الذين لم تتضح لهم الصورة حول حجم الفرص الكامنة في هذا القطاع الواعد. وأشارت آخر الإحصائيات، إلى أنه في العام 2021م وصلت القيمة السوقية لألعاب الفيديو في المملكة العربية السعودية وحدها ما يقارب مليار دولار، كما أظهر التقرير أن المملكة هي صاحبة النصيب الأكبر في سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعود ذلك إلى التوازن بين عدد السكان والقوة الشرائية الكبيرة، الأمر الذي أدى إلى نمو الإيرادات لتحتل المملكة المرتبة الأولى على مستوى المنطقة. كما ذكر التقرير وجود الدعم الحكومي لسوق الألعاب في المملكة والإمارات العربية المتحدة من خلال تشجيع دعم اللغة العربية في ألعاب الفيديو، وتطوير الألعاب محلياً، وافتتاح مكاتب وأستوديوهات لشركات الألعاب العالمية محلياً، واستضافة أحداث ضخمة للألعاب الالكترونية. وأطلقت شركة الأبحاث مسمى «مينا-3» أي الثلاثة الكبار في مجال ألعاب الفيديو في المنطقة، وهي المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية. يبلغ عدد اللاعبين في هذه المناطق الثلاث ما يقارب 65.32 مليون لاعب، وتتوقع الشركة الباحثة أن هذا العدد سيتجاوز 85.8 مليون لاعب، والذين سيخلقون إيرادات إجمالية تبلغ 3.1 مليار دولار في عام 2025م. وذكر دانييل أحمد، أحد محللي شركة نيكو بارتنرز، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمثل فرصة ضخمة لصناعة الألعاب بشكل عام، ولكن العالم لم يلتفت إليها بعد، وذلك بسبب صغر حجم الألعاب المنتجة منها، والتفاوت الشاسع بين أسواق المنطقة، والعوائق الثقافية واللغوية، لافتا إلى أن المنطقة بدأت تفرض أهميتها مؤخرًا. ولدى المملكة جهود كبيرة في دعم صناعة ألعاب الفيديو، وهناك جهات عديدة ومبادرات وبرامج تدعم هذه الصناعة، فعلى صعيد دعم اللاعبين وتكوين المحتوى، أعلن الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية قبل بضعة أسابيع عن برنامج «سفراء الرياضات الإلكترونية السعودية» الفريد من نوعه، والذي يقدم لصنّاع المحتوى مجموعة من صور الدعم، مثل اشتراكات في برامج تكوين وتحرير المحتوى والمكتبات العالمية للصور والفيديوهات، بالإضافة إلى رواتب شهرية، وعلى صعيد تطوير الألعاب محلياً، فهناك مشروع مرتقب أعلنت الهيئة العامة للمنافسة عن عدم ممانعتها له، ويتمثل في إنشاء مشروع تنفيذ وإدارة وتشغيل الألعاب ذات الفئة AAA (الألعاب ذات الميزانية الضخمة)، بين شركة نيوم وشركة إم بي سي إنيشيتيفز، وهو أول مشروع من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. وفي السنوات الماضية، كان العديد من المهتمين في هذا المجال يرون أن قطاع ألعاب الفيديو واعد ومليء بالفرص التي لم يستكشفها أحد، واليوم بين أيدينا تقريرٌ يسرد لنا الحقائق والأرقام.أخيرًا، يجدر بالذكر أن ألعاب الفيديو هي الأسرع نموًا في المجال الترفيهي على مستوى العالم في العقد الماضي، كما أن إيراداتها الإجمالية بلغت 180 مليار دولار، أعلى من قطاعي الأفلام والموسيقى مجتمعَين. * مهتم باقتصاديات ألعاب الفيديو