لا شك أن الدولة - حفظها الله - وبقيادتها الحكيمة أولت التعليم اهتماما بالغا، وصرفت عليه الأموال الطائلة، ولم يكن هذا وليد الساعة، بل بداية من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، ثم تعاقب عليه أبناؤه الملوك إلى عهدنا هذا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، يشاركه المهمة والاهتمام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - وفقه الله -؛ وذلك لما تلمسه القيادة من الأثر الكبير على الفرد والمجتمع في نمائه وبنائه وتطوره العقلي والفكري القائم على هوية دينية، وثقافة مجتمعية، وسياسة متزنة، متجددة، متطورة، تحمل بين طياتها الرؤية الثاقبة، والعزيمة المتوقدة، والإصرار الدائم في بلوغ المجد، ولذا نجد تلك الطاقات البشرية من أبناء وبنات هذا البلد ينافسون في المسابقات المحلية، وفي الميادين والمحافل الدولية، بل ويحققون مراكز متقدمة، وابتكارات علمية موفقة، جعلتهم محط أنظار العالم، ولست هنا في صدد الحديث عن تلك الجوائز والمسابقات والانجازات، إنما لأكشف لكل مهتم وقارئ أن تلك الجهود يقف خلفها رجال سخروا طاقاتهم وإمكاناتهم لخدمة هذا البلد وأبنائه، جعلت التعليم والتعلم في هذا البلد ضرورة فردية، وقيمة مجتمعية. جاءت رؤية 2030 لتعزّز الريادة، وتطور مفاهيم التعلّم، وتنمي أساليب جديدة متوافقة مع متطلبات سوق العمل، ومواكبة للتطورات العالمية الحادثة في عصرنا الحاضر، سواء على مستوى المباني والتجهيزات، أو حداثة المحتوى الدراسي والمقررات، أو الإفادة من الجوانب التقنية وتوظيفها في تسريع عملية التعلم، وفتح قنوات عدة للمعرفة ينهل منها الطلاب في جميع المراحل الدراسية. ولاحظنا كيف تعاملت القيادة ووزارة التعليم مع أزمة كورونا وكسرت كل التحديات وتجاوزت كل الصعوبات، ويسرت التعليم ليصل للطلاب والطالبات في منازلهم في الوقت الذي عجزت فيه بعض الدول عن ذلك، وهذا ما يجعلنا ندرك أن التعليم في هذا البلد رسالة وأمانة. ويحق لكل مواطن سعودي أن يفخر ببلده، ويعزز من انتمائه، ويحرص على وحدته، ويسعى دوماً لأن يكون عضوا فاعلا في رفع مستوى الوعي بالمواطنة. * مشرف تربوي بوزارة التعليم