الفعاليات في موسم الرياض لفتت أنظار القريبين والبعيدين، حتى باتت مناطق الموسم وجهات يتلهف المواطنون والمقيمون والسياح لزيارتها، والاستمتاع بمرافقها وحفلاتها وفعالياتها المتنوعة، ليعيشوا تجربة ترفيهية مختلفة ومميزة بما يتناسب مع الفئات كافة، مسجلاً أكثر من أربعة ملايين زائر خلال شهره الأول. والإقبال على هذه الوجهات الترفيهية له أثر لا يقتصر على الأنشطة المتصلة بها فقط، بل يتعدى ذلك إلى المساهمة في تحقيق مستهدفات من رؤية المملكة 2030؛ فمناطق مثل: البوليفارد، وونتر وندرلاند في الرياض، وأرض الفورملا1 في جدة، هي قبل ذلك أراض شاسعة في مواقع حيوية ومهمة لا تخدم المشروعات التنموية. هذه المساحات الرملية البيضاء، كانت أراضٍ مهملة مثلها مثل بقية الأراضي البيضاء التي تأكل المدن وتشوهها، غير أن استثمار الملاك في الأراضي وإتاحتها لإقامة فعاليات ووجهات ترفيهية وسياحية، بعد فرض رسوم الأراضي البيضاء عليها؛ يساعد في تحريك السوق العقاري ويحفز بقية الملاك على تطوير أراضيهم. وتعود الميزة في هذه المشروعات إلى أن الأراضي التي تحركت وأصبحت وجهة ترفيهية ومجتمعية هي أراض في مواقع حيوية تحيي قلب المدينة وتجعلها أكثر فاعلية، بدلاً من التوسع في مساحات متباعدة تزيد المشكلة ولا تحلها. خلاصة القول: إن تحرك الأراضي والعقار بمختلف أشكاله السكنية والتجارية والترفيهية ليس ترفاً، بل ضرورة تساهم في الحركة التنموية وتخلق مشروعات مختلفة تحفز القطاعات المحيطة بها، كان لرسوم الأراضي البيضاء فضل في إحيائها.