"من أجل وطن مزدهر يتحقق فيه ضمان مستقبل أبنائنا وبناتنا" من هذه الكلمات الأبوية الصادقة والشفافة التي تدعو إلى الاطمئنان كانت بدايات كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في خطابه السنوي في مجلس الشورى والتي دللت بكل تبيان بأننا ننعم بقيادة واعية حكيمة تجعل مصلحة الوطن والمواطن في مقدمة اهتماماتها وأولوياتها. وأضاف -حفظه الله- أن هذا المستوى اللائق ببلادنا هو نتيجة عمل دؤوب على تطوير الجهاز الإداري للدولة بحيث شمل جميع المؤسسات والخدمات والسياسات الحكومية، مما أسهم في الارتقاء بالقدرات التنافسية للاقتصاد الوطني، والارتقاء بجودة الخدمات ورفع كفاءتها، ليكون التميز في الأداء هو أساس تقويم مستوى كفاءة الأجهزة العاملة في البلاد. إن كلمة هذا القائد الحكيم -حفظه الله- عكست حكمة القائد وحنكة الملك مع وعي عالمي وإدراك دقيق لمجريات الأمور واستشراف المستقبل وأعطت دلالة واضحة لمدى استشعاره واهتمامه وحرصه على الوطن وشعبه الوفي المخلص، في هذا الوقت الذي يشهده العالم من انتشار فيروس "كورونا" ومتحوراته المستجدة. فقد ساهمت جهود حكومة المملكة بهذه القيادة الحكيمة في الحد من حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن جائحة كورونا، وهذا بفضل الله ثم بفضل الاستجابة السريعة والحازمة في التعامل مع الجائحة، والمسارعة بطلب اللقاحات وتوفيرها مجاناً للمواطن والمقيم والزائر، تأكيداً على أن الإنسان هو الأهم في سياسات المملكة، إضافة إلى الدور الفعال للبرامج التي أطلقتها الحكومة؛ لتخفيف تداعيات جائحة كورونا المالية والاقتصادية على الأفراد والقطاع الخاص. كما أسهمت الجهود الحكومية خلال الجائحة في ضمان استمرار العملية التعليمية التي لم تتوقف، وذلك من خلال استخدام أكثر من وسيلة في الوقت نفسه: ما بين التعليم عن بعد، والتعليم الحضوري، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا فضل الله ثم الاستثمار الكبير والاهتمام المميز بالبنية التحتية الرقمية الجيدة التي استطاعت نقل هذه البيانات الضخمة في وقت واحد لجميع طلاب المملكة. ولا شك أن الاستمرار في تنفيذ مستهدفات رؤية المملكة 2030 بمتابعة مستمرة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ساهمت بشكل كبير في تكامل كل أجهزة الدولة؛ لرفع مستوى الخدمات من تعليم وصحة وإسكان وبنية تحتية، وأسهمت في إيجاد مجالات وافرة من فرص العمل، وفي تنويع الاقتصاد ليتمتع بالصلابة والمتانة في مواجهة المتغيرات العالمية، ولتحتل المملكة على إثر تلك الجهود مكانتها اللائقة محليًا وعالميًا. حفظ الله هذه القيادة الرشيدة من كل سوء ومكروه، وأدام علينا وعلى بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار. * متخصص في الإرشاد النفسي جامعة الإمام