مع تسارع تفشي المتحورة أوميكرون، يلقي وباء كوفيد-19 بظله للسنة الثانية على التوالي على ملايين الأشخاص الذين يتطلعون السبت للاجتماع مع أقربائهم وتبادل هدايا موسم الكريسماس وسط قيود وتحذيرات. وللسنة الثانية على التوالي تنعكس طفرة الإصابات على احتفالات الكريسماس عبر العالم من سيدني إلى إشبيليا. ففي بيت لحم، يبدي أصحاب الفنادق خيبة أملهم بعدما كانوا ينتظرون تدفق السياح والزوار. فبعد قضاء العيد العام الماضي في ظل إغلاق تام، عادت إسرائيل وأغلقت حدودها هذه السنة أيضاً. وإن كانت القيود تنتشر في العالم مع فرض هولندا الحجر وإلغاء مسارح برودواي عروض الكريسماس، وفرض إسبانيا مجدداً إلزامية الكمامات في الخارج، فإن التجمعات ستكون أسهل بصورة عامة منها العام الماضي. ويستعد ملايين الأميركيين للتنقل داخل الولاياتالمتحدة، حتى لو أن موجة أوميكرون تخطت الحد الأقصى لتفشي المتحورة دلتا من قبل، وأن المستشفيات تكتظّ بالمرضى. غير أن السفر قد يكون معقداً للعديد من الأميركيين، بعدما أعلنت شركة الطيران الكبرى للرحلات الداخلية «يونايتد» إلغاء 120 رحلة بسبب الإصابات في صفوف طواقمها. «بصيص أمل» وفي أستراليا، سمح باستئناف السفر داخلياً لأول مرة منذ بدء تفشي الوباء، ما يحيي أجواء الاحتفالات على الرغم من تسجيل البلد حصيلة قياسية من الإصابات. وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون أن شهادة تلقيح ستكون أجمل هدية تحت شجرة عيد الميلاد. وصرح «رغم أن الوقت المتاح لشراء الهدايا بات معدوداً نظرياً، هناك شيء رائع يمكن إهداؤه لعائلتكم وللبلاد برمتها، وهو تلقي هذه الجرعة، سواء كانت الأولى لكم أو الثانية، أو الجرعة المعززة، حتى تكون احتفالات العام المقبل أفضل من هذه السنة». وفي موسكو، طلب الرئيس فلاديمير بوتين من «ديد موروز» أو «جدّ الصقيع»، أي سانتا كلوز الروسي، أن يساعد روسيا على تحقيق مشروعاتها، وذلك في ظل التوتر المخيم مع الدول الغربية حول مسألة أوكرانيا. وقال بوتين: «آمل ألا يكتفي بإعطائنا هدايا، بل أن يحقق مشروعات البلد وكل مواطن»، شاكراً «ديد موروز» لمساعدته على أن يكون رئيساً. وفيما كان الناس يأملون في استعادة حرياتهم بفضل اللقاحات، جاء تفشي المتحورة أوميكرون الشديدة العدوى ليلقي بظله على أجواء الأعياد هذه السنة. فمع اقتراب عيد الميلاد، يتصدر نتفليكس فيلم أبعد ما يكون عن أجواء العيد هو «أنفورغيفابل» (لا تسامَح) يروي قصة امرأة تواجه صعوبة في الاندماج داخل مجتمع يرفض أن يغفر لها جريمة قتل ارتكبتها في الماضي بعدما قضت سنوات في السجن. غير أن إغلاق الحدود والقيود المفروضة لن تمنع مزلاجا ًشهيراً تجره الرنّة من أن يجوب العالم كما في كل سنة، بعدما فتحت كندا له مجالها الجوي... بشرط أن يبرز شهادة تلقيح واختبار كوفيد نتيجته سلبية. هذا ما أكده وزير النقل في أوتاوا عندما أعطى الضوء الأخضر للموكب، مؤكداً أن حتى رودولف، أشهر رنّة عيد الميلاد، «تثبت من أنه لا يُظهر أياً من أعراض كوفيد-19 قبل الإقلاع». وأبدت أستراليا الحرص نفسه، فأعلنت هيئة السلامة الجوية أن «مراقبينا الجويين سيرشدون بابا نويل بسلامة تامة في المجال الجوي الأسترالي، باستخدام تقنيتنا للمراقبة لمتابعته مرتين في الثانية». وأكدت «سمح له بالتحليق على ارتفاع 500 قدم حتى يتمكن من ملامسة السطوح وتسليم هداياه بسرعة وتكتّم. فمزلاجه السحري ليس طائرة عادية».