يحظى وطننا الغالي المملكة العربية السعودية بمدخرات كبيرة وموارد ثمينة، لعل أزكاها تلك الكنوز البشرية التي تشربت حب الوطن وأخذت على عاتقها المشاركة الفاعلة في نهضته وتقدمه ورقيّه بما يحقق تطلعات ولاة الأمر - يحفظهم الله- ويوافق طموحات شعبه الكريم. ولعل من أبرز المجالات التي يظهر فيها ذلك جليّاً: سعي كثيرين للحصول على درجات علمية عالية والانضمام لركب التعليم الأكاديمي والمشاركة في وضع المقترحات وتطوير المجالات والمساهمة في المبادرات. ذلك أنه كلما ارتفع مستوى الإنسان في الدرجة العلمية زاد رصيد المشاركة لديه وتهيأت له أكثر من فرصة في المسارات المُتاحة للنُّخب أصحاب الدرجات العلمية المتقدمة. إن كثيراً من الحاصلين على الدرجة العلمية العالية الدكتوراه -ممن لم تتح لهم الوظائف الأكاديمية- لديهم طموح كبير في الصعود في سلم الدرجات العلمية: أستاذ مساعد، أستاذ مشارك، وأستاذ، وهذه كما لا يخفى عليكم لها معايير قررتها جهات الاختصاص، ومن أبرزها: إعداد مجموعة من الأبحاث العلمية المتخصصة في مدة زمنية معلومة ونشرها في قوالب التحكيم ثم الرفع بالنتاج العلمي للقسم العلمي لتأخذ الأمور مجراها في حصول المتقدم من عدمه على الدرجة العلمية المتقدّم لها. والسؤال الذي أطمح أن أجد له إجابة من جهات الاختصاص: هل يحق للحاصلين على درجة الدكتوراه -من غير الأكاديميين- التقدم بأبحاثهم المنشورة في قوالب التحكيم لأقسامهم العلمية، واستحقاق الصعود في سُلّم الدرجات العلمية بعد استيفائهم متطلباتها؟ خاصة أننا نتحدث عن درجات علمية وليس مراتب وظيفية! قد يسأل أحدهم: وما الفائدة من الحصول على درجة علمية لا يُستفاد منها وظيفياً؟ والجواب يا كرام أن لذلك فوائد عدة أبرزها: - صعود المعامل الإحصائي للحاصلين على الدرجات العلمية العالية في مؤشر الإحصاء الوطني. - القدرة على الحصول على فرصة المشاركة في مجالات متعددة تشترط درجات علمية محددة للمشاركين فيها، ومن ذلك: الانضمام لبعض المجالس العلمية، تحكيم البحوث والدراسات العلمية والمشاريع البحثية داخلياً وإقليمياً ودولياً، الإشراف على البحوث الأكاديمية، مناقشة الرسائل العلمية للجامعات الحكومية والأهلية داخل الوطن وخارجه. المشاركة في لجان المسابقات العلمية، تكوين فرق العمل في الجامعات والكليات الأهلية سيما مع توجه عجلة التنمية لدعمها والتوسع في إنشائها. - رفع الحصيلة العلمية لأبناء هذا الوطن؛ فإنه كلما زاد عدد الأبحاث العلمية التي يُعدونها وينشرونها، زاد عدد الخبراء في كافة المجالات ونهضت الحركة العلمية في بلادنا وتعددت المجالات العلمية التي تُعنى بنشر الأبحاث العلمية المحكّمة، وأوجدنا فرص عمل ومصدر رزق لفئة عمرية تُعدّ الفرص المهنية المتاحة لهم محدودة جداً. آمل وأطمح أن يجد تساؤلي جواباً شافياً وافياً متزامناً مع خطوات عملية تفتح آفاق العلم والمعرفة وتصعد بهمم الجادين والمبادرين وتوافق توجهات ولاة الأمر -أدام الله عزهم- في دعم الحركة العلمية وتواكب طموح كل مواطن محب لدينه ووطنه. وفقنا الله لصالح القول والعمل.