اختيار "الدرعية" عاصمة للثقافة العربية للعام 2030، يجسد البعد التاريخي الذي تمثله المدينة العريقة، وفي الوقت ذاته يعكس حجم الرعاية التي تحظى بها العاصمة الأولى للدولة السعودية، من قبل القيادة الرشيدة، إذ أولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الدرعية اهتماماً بالغاً يربو على أربعين عاماً، وخصها بعنايته ومتابعته، وتولى سمو ولي العهد في ظل هذا الاهتمام، مشروع تطوير المدينة العريقة، وتحويلها إلى متحف حي للتاريخ والتراث العالمي، في إطار مشروع خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري، ومواكبة لمستهدفات رؤية 2030 في تحويل المملكة لوجهة سياحية عالمية بأبعاد تاريخية واقتصادية وترفيهية متعددة. الدرعية بحمولتها الرمزية، وإرثها الحضاري الذي أثرى مخزون التراث والحضارة في المنطقة والعالم، تمثل رمزاً عميقاً لأصالة وعراقة هذا الوطن المبارك، بما تختزنه من تراث معماري وحضاري واجتماعي تليد، وبما تعبر عنه من قصص التاريخ، وسرديات العصور، ولأهميتها الرمزية هذه كان الاهتمام كبيراً من قبل القيادة لتحويلها وجهة تاريخية عالمية، عبر مشروع تطوير الدرعية التاريخية، وهو مشروع عملاق في تفاصيله وفي أهدافه، يستهدف المحافظة على النسيج العمراني للمنطقة الأثرية والتراثية، وتوظيفه بما يصب في خدمة الأهداف التاريخية والثقافية والسياحية. وكما للمكان رمزيته العميقة، فإن اختيار عام 2030 موعداً لتتويج الدرعية عاصمة للثقافة العربية، يحمل بعداً مهماً إذ يمثل عام اختيار مشروع رؤية المملكة 2030، وتحقيق أهدافه بالكامل، وهو ما يعمق مفهوم هذه الرؤية الاستثنائية التي نسجت خيوط المستقبل مستندة إلى إرث عريق من التاريخ والأصالة التي تتصالح مع العصر في مزيج بديع يربط الماضي المجيد بالمستقبل المشرق.