يبهرك الإشراف والتنظيم الأنموذج لملتقى طويق الدولي للنحت، فإنصافاً ووفاءً نشكر جميع القائمين الذين تميزوا باحترافية الفن والترحاب والأصالة مع المشاركين والمدعوين بأناقة التواصل وحسن التنظيم والاستقبال.. مشروع "الرياض آرت" أحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمبادرة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. "الرياض آرت" يضم اليوم 12 برنامجاً، منها احتفالان سنويان (نور الرياض، ملتقى طويق الدولي للنحت)، والذي أعد المبادرة الفنية الوطنية الأولى في السعودية، والتي تبنت "شاعرية المكان" في ملتقى طويق الدولي للنحت، حيث تم الإعلان عن ملتقى النحت العالم، فتقدم للمشاركة أكثر من 400 فنان من 71 دولة حول العالم! ومنه سأنطلق لعدة منعطفات ومشاهدات مباشرة تستحق الوقوف على هذا الملتقى إهاباً وجمالاً لأحد أهم الملتقيات العالمية المستلهمة لبيئتنا العريقة "نحتاً" وشاعرية، والمحفزة أيضاً لحراك المشهد الثقافي والأدبي والفني في وطننا الكبير. ومن جماليات ملتقى طويق الدولي للنحت، آثرت أن يكون مقالي توصيفا في نقاط؛ شدها بتنظيم الملتقى وجمال أهدافه، وعلاقة يحفها الحب والمسؤولية معاً. بدء جمال الملتقى كان من فكرته، في استلهام شاعرية المكان أولاً، ثم توزيع جميع المنحوتات في أماكن متعددة في مدينة الرياض بعد الانتهاء منها، فكان ترشيح 20 فناناً عبر لجنة خبراء عالمية للمشاركة في نسخة 2021؛ منهم أربعة سعوديين (حيدر العلوي، د. وفاء القنيبط، رجاء الشافعي، محمد الثقفي) وفنان عماني (علي الجابري) بالإضافة إلى 15 فنانا آخرين من 15 دولة من مختلف دول العالم. كانت "شاعرية المكان" في الدرعية، استمر النحت الحيّ فيها ثلاثة أسابيع متتالية ودون توقف، أمام الجمهور، فكان نتاجها الرائع أكثر من 18 زيارة مدرسية، و30 ورشة عمل فنية وثقافية لكافة الفئات العمرية أقيمت على هامش الملتقى. حضورُ السعوديين كان كعادته رفيعاً، فشكلّوا بصمة خاصة للملتقى بقدرتهم الفنية الراقية العميقة، التقطوا أدق التفاصيل حد الدهشة، أظهروا فيها أعمالاً مميزة جعلت الفنان حيدر العلوي يتصدر المركز الثاني عالمياً، ومنه امتدادًا لهذا الألق وأراه الأهم عبر تمكين ثلاث سعوديات "مساعدات نحاتين" من خلال المشاركة مع أهم فناني النحت حول العالم (متخرجات كأول دفعة - فنون بصرية - مسار النحت من جامعة الأميرة نورة). أولهم كانت "أثير بنت شعلان"، وهي ممارسة للفن منذ صغرها، نحاتة سعودية معاصرة، مصممة ومصورة فوتوغرافية، فنانة مكياج سينمائي، حاصلة على شهادة البكالوريوس لقسم الفنون البصرية: في تخصص (النحت) كأول دفعة بالسعودية بكلية التصاميم والفنون بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، تتحدث عن أعمالها وطموحها أثير بشغف الفنان: "أعمالي تتحدث عن أفكاري الوجودية والآثار والأنثروبولوجيا، طموحة وعازمة على إحداث تغيرات بساحة الفن للمرأة السعودية وإثبات قوتها ومكانتها وجدارتها في مجالها". وعن "شاعرية المكان" تقول أثير: "أشكر الرياض آرت لاستضافتهم الرائعة لي كمساعدة نحات، التي من خلالها تعلمت الكثير من أساليب وملامس النحت المباشر على خامة الرخام ومن خلالها التعرف على شخصيات الفنانين من خلال أعمالهم والرسائل التي يودون إيصالها للجمهور من خام الرخام، بداية الأمر كان من الصعب عليّ العمل على الآلات الحادة لقص الرخام ولكن خلال بضعة أيام تمكنت منها بقوة كاملة وفهمنا بعضنا البعض". وتتبعها الفنانة "دلال الشمري": "سعيدة بتواجدي بملتقى طويق الدولي للنحت وهذه فرصة رائعة لنا كخريجات أول دفعة من جامعة الأميرة نورة (مسار النحت)، ومن خلال تجربتي وجدت أنه يهدف بشكل أكبر إلى إنتاجية واتحاد فني من بين دول العالم، وهذا بالفعل ساهم في تبادل الثقافات والمعلومات الفنية من بين الفنانين الدوليين وتطوير من الخبرات والتقنيات المستخدمة للنحت على الرخام". أما النحاتة السعودية "روابي عقيل" فتقول: "يهمني أن أعبر عن عادتنا وتقاليدنا في منحوتاتي وإبراز الهوية العربية أو السعودية بالأخص بصورة معاصرة، فخورة وسعيدة بمشاركتي في ملتقى طويق الدولي ومقابلتي لأهم النحاتين من حول العالم، استفدت كثير من خبرات الفنانين العريقة، وكيف استطيع التعامل مع خامة صعبة مثل الرخام، وبتكنيك معين يسهل عليّ استخدامها، ومنه تحويلها كيفما يتطلب التصميم، مع التعامل باحترافية مع الآلات بالشكل الصحيح الذي يخرج لي التأثير المطلوب دون أن أقسو على الحجر وأحافظ على سلامته معاً". آخر منعطف، يبهرك الإشراف والتنظيم الأنموذج لملتقى طويق الدولي للنحت، فإنصافاً ووفاءً نشكر جميع القائمين الذين تميزوا باحترافية الفن والترحاب والأصالة مع المشاركين والمدعوين بأناقة التواصل وحسن التنظيم والاستقبال، بإبداعٍ تماهى مع جمال "شاعرية المكان" وكينونة "الرياض آرت"، التي تعدنا بأن تزدان عاصمتنا المبهرة قريباً بأكثر من 1000 عمل لتكون "الرياض" معرضاً فنياً مفتوحاً بلا أعمدة وجدران.