لقي ما يقارب خمسين شخصاً على الأقل حتفهم في أقوى إعصار يضرب الفلبين هذا العام، بحسب حصيلة جديدة نشرتها السلطات السبت، مشيرة إلى أنّ الكارثة خلّفت «أضراراً جسيمة» في المناطق الأشدّ تضرراً في وسط الأرخبيل وجنوبه. واضطر أكثر من 300 ألف شخص إلى ترك منازلهم والمنتجعات السياحية منذ الخميس بسبب الإعصار «راي»، الذي أدّى إلى انقطاعات في التيار الكهربائي والاتصالات في الكثير من المناطق بعدما دمّر أبراج اتصالات وأسقط أعمدة كهرباء واقتلع أشجاراً وهدم مساكن. وحين ضرب «راي» جزيرة سيارغاو السياحية الشهيرة الخميس، كان إعصاراً فائق القوة إذ بلغت سرعة الرياح المصاحبة له 195 كيلومتراً في الساعة. وتراجعت سرعة هذه الرياح إلى 155 كيلومتراً في الساعة الجمعة مع تقدّم الإعصار في الأرخبيل، حيث خلّف أضراراً جسيمة على ما ذكرت هيئة الأرصاد الجوية الفلبينية. وقد ضرب عصر الجمعة، شمال جزيرة بالاوان الوجهة السياحية الشهيرة قبل أن يبتعد باتجاه بحر الصين الجنوبي نحو فيتنام. وأظهرت صور التقطها الجيش من الجو أضراراً جسيمة في مدينة جنرال لونا إى، حيث توافد الكثير من هواة ركوب الأمواج والسياح قبل عيد الميلاد، مع أبنية فقدت أسطحها والركام الذي يغطي الأرض. وقال حاكم جزيرة ديناغات المجاورة أرلين باغاو على فيسبوك: إن الإعصار «سوى الجزيرة بالأرض» موضحاً أن منازل ومراكب وحقولاً دمرت بالكامل. وأضاف باغاو «اقتلعت العاصفة الجدران والأسطح». مشيراً إلى أن «مخزوننا من الأغذية والمياه يتراجع، والكهرباء والاتصالات معطلة». وقال ألبرتو بوكانيغرا مسؤول الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الفلبين: «إنها واحدة من أعتى العواصف التي تضرب الفلبين في شهر ديسمبر خلال العقد الأخير»، مضيفاً «المعلومات التي تردنا والمشاهد التي تصلنا مقلقة للغاية». وتفيد الأرقام الرسمية أن الحصيلة الإجمالية تصل إلى ما يقارب الخمسين قتيلاً على الأقل. وقال الناطق باسم وكالة الكوارث الوطنية مارك تيمبال لوكالة الأنباء الفرنسية: إنّ أكثر من 18 ألف عسكري وشرطي وعنصر من خفر السواحل وفرق الإطفاء سينضمون إلى جهود البحث والإنقاذ في أكثر المناطق تضرّراً. وأضاف أنّ «الأضرار جسيمة» في سوريغاو وسيارغاو، وهما منطقتان ضربهما الإعصار بأقصى قوته. وتقيم على جزيرة سيارغاو نحو مئة ألف نسمة، وهي تستقطب هواة ركوب الأمواج. وقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص وجرح عشرات آخرون في سوريغاو على ما قال رئيس بلدية المدينة أرنستو ماتوغاس لمحطة «إيه بي اس-سي بي ان» التلفزيونية. وعلى جزيرة ديناغات حيث قضى ستة أشخاص على الأقل جراء الإعصار، يحاول «السكان إصلاح منازلهم لأن الدمار لحق أيضاً بمراكز الإيواء» على ما قال نائب حاكم هذه المحافظة الواقعة في شرق البلاد نيلو ديميري لمحطة «إيه بي اس-سي بي ان» التلفزيونية. وأضاف «لا يمكنهم اللجوء إلى مكان آخر، فقد دمر كل شيء». ونشرت نائبة الرئيس ليني روبريدو في تغريدة، صوراً لمحطات وقود مكتظة ولأشخاص يقفون في طوابير للحصول على مياه عذبة في محافظة سيبو في وسط البلاد حيث تعرض المطار الثاني في البلاد، لأضرار وعُلقت الرحلات فيه. وأشار بوكانيغرا إلى أن انقطاع التيار الكهربائي سيؤثر على إمدادات المياه ما يثير القلق حول الظروف الصحية في المناطق المنكوبة. أتى الإعصار «راي» في وقت متأخر في الموسم. فغالبية العواصف المدارية في المحيط الهادئ تتشكل بين يوليو/ أكتوبر. ويحذر علماء منذ فترة من أن الأعاصير تزداد عنفاً مع تزايد الاحترار المناخي الناجم عن نشاط الإنسان. ويضرب الفلبين التي تعتبر من أضعف الدول في مواجهة التغير المناخي، سنوياً نحو عشرين إعصاراً تزرع الدمار في المساكن وتقضي على محاصيل وبنى تحتية في مناطق تعاني أصلاً من الفقر. وكان الإعصار الفائق القوة «هايان» أكثر الأعاصير فتكاً في الفيليبين مع تسببه بمقتل أو فقدان 7300 شخص في عام 2013.