في خضم الثورة الصناعية السعودية الهائلة للصناعات غير البترولية، تخطط الهيئة الملكية للجبيل وينبع لتشييد مصانع للحديد الصلب في مدينة رأس الخير الصناعية، التي تجمع التعدين بالمعادن في وقت تبدل المملكة المشهد التنافسي بضلوعها بأكبر مجمعات التعدين والفوسفات، جنباً إلى أكبر مصاهر الالمنيوم والحديد، إلى المغذيات الزراعية والتي تجعل من مدينة رأس الخير النموذج الأمثل لقطب أكبر الاستثمارات العالمية في شتى انواع الصناعات من الخام إلى المنتج النهائي. واحتفت الهيئة الملكية بمدينة رأس الخير الصناعية صباح أمس الأول بقاعة الفرسان بمدينة الجبيل الصناعية بتوقيع اتفاقية تخصيص أرض بمدينة رأس الخير الصناعية مع شركة ايسار كابيتال المحدودة، حيث وقع الاتفاقية الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية برأس الخير م .أحمد بن محمد حسن، ونوشاد أنصاري مدير فرع شركة ايسار كابيتال المحدودة بالسعودية. وتنص الاتفاقية على تخصيص أرض صناعية، بمدينة رأس الخير الصناعية لغرض إنشاء وتشغيل مجمع صناعي لإنتاج لفائف الحديد المدرفلة على البارد والساخن وصفائح الحديد والصفائح المقصدرة. بمساحة اجمالية تتجاوز ثلاثة ملايين متر مربع. وسيعزز هذا المشروع حجم الاستثمار بأكثر من 15 مليار ريال وايضا سيوفر أكثر من 1600 وظيفة مباشرة وما يزيد عن 8000 وظيفة غير مباشرة ويعتبر هذا المشروع ممكن لصناعات السيارات والسفن من خلال توفير صفائح الحديد التي ستستخدم في هذه الصناعات كما يعتبر المشروع الأول من نوعه في المنطقة الذي ينتج صفائح الحديد، والأكبر على مستوى الشرق الأوسط في إنتاج الحديد المسطح. ويأتي توقيع هذه الاتفاقية في إطار سعي الهيئة الملكية للجبيل وينبع الجاد والحثيث لتعزيز وجذب الاستثمارات بما يتواكب مع حركة النمو الصناعي المزدهر للمدن التابعة لها. في وقت تحرز المملكة أكبر تقدم في تحولات صناعة النفط والغاز البحرية، وتدخل ولأول مرة في تاريخها في الصناعات البحرية ذات الصلة بأعمال استكشاف ونقل ومعالجة وتسويق النفط الخام والغاز الطبيعي من الحقول البحرية، حيث تستدرك المملكة حجم الإنفاق الكبير في مشاريع الخدمات البحرية وتوريدها مما دفعها لإنشاء مشروع مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية كأحد أهم الاستثمارات السعودية لتوطين الصناعة والتقنية والذي سيساهم في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 63,7 مليار ريال (17 مليار دولار) سنوياً، وهو أحد أهم الممكنات لرؤية المملكة 2030، وضمن أبرز المشاريع الاستراتيجية لمنظومة الطاقة بالمملكة. في وقت تشكل صادرات المملكة النفطية عبر البحار 70% من إنتاجها ما يجسد ضخامة الخدمات المرتبطة بها لتعكف المملكة على توسعة أعمال النفط والغاز البحرية حديثة العهد بها في العقد الماضي، والتي تشهد في الآونة الأخيرة أكبر انفتاح، حيث ارتفع إنتاج النفط بنسبة 9% والغاز بنسبة 86% بنهاية 2019. وبدأ مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات البحرية في استقطاب أضخم استثمارات الصناعات البحرية المتنوعة والمتميزة الخاصة بصناعة النفط والغاز وخدماتها. ويضم المجمع منطقة تصنيع الحفارات والمنصات البحرية، ومنطقة إصلاح السفن وصيانتها، ومنطقة بناء السفن العملاقة، وتضم حوضين جافين ومعدات رفع بطاقة عالية ومباني صناعية، والمنطقة المخصصة لسفن الإمداد البحري وتحوي عددًا من المراسي ورافعات السفن الخاصة ببناء وإصلاح سفن الإمداد البحري. ويعزز المشروع تحول المملكة إلى قطب أعظم للصادرات الصناعية. ويتم تنفيذ مصنع محركات السفن بالشراكة مع شركة هيونداي الكورية الجنوبية التي ستستفيد أيضاً من القدرة الكبيرة للميناء بطاقة استيعابية 40 مليون طن سنويًا، ويتولى تنفيذ المشروع شركتان في مرحلته الأولى التي تنتهي عام 2021، بينما يعمل في المرحلة التي تنفذ متزامنة ثلاث شركات أخرى. وتنظر منظومة الطاقة لأهم الآثار الاستراتيجية لمجمع الملك سلمان للصناعات البحرية التي تكمن في توطين التكنولوجيا مع تحقيق أمن الإمدادات، وخفض تكلفة المنتجات والخدمات البحرية، وتطوير سلاسل الإمداد والتوريد. وشهد قطاع التصنيع المحلي لخدمات ابار النفط البحرية انتعاشاً من قوة مشاريع أرامكو التي طرحتها قبل أزمة كورونا بقيمة 33,75 مليار ريال حيث منحت الشركة عقودا ضحمة لستة عشر شركة محلية مختصة في اعمال تطوير ابار النفط والغاز البحرية وخدماتها في مجالات الأعمال الهندسية والتوريد والإنشاء في اضخم استثمارات ارامكو للتوسع في انتاج حقول النفط والغاز البحرية واضخم طرح تعاقدي للمصنعين المحليين والقطاع الخاص السعودي الذين ظفروا بنسبة 50٪ من اجمالي العقود الممنوحة لبرنامج حقل المرجان البحري البالغة تكلفتها الاجمالية 67,5 مليار ريال (18 مليار دولار) وهو ما يعكس التزام قوي للشركة بتعهداتها ومسؤولياتها الوطنية للتنمية الصناعية في المملكة، في وقت يعتبر برنامج المرجان الأعلى بين المشروعات الصناعية العملاقة بالمملكة من حيث نسبة المحتوى المحلي. أعمال ضخمة يجري تنفيذها حالياً في مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية