الكلمات المقتضبة المباشرة وغير المكتوبة، التي دعا من خلالها سمو نائب رئيس الوزراء بسلطنة عمان السيد فهد بن محمود آل سعيد قادة مجلس التعاون للقمة القادمة في مسقط، تستحق التوقف. أكد سموه بكل وضوح، بل بكل عفوية وبساطة مصحوبة بابتسامة ظاهرة للجميع وهو يلقي تلك الكلمة المختصرة أن "مجلس التعاون لم يشهد منذ سنوات هذا التآلف الذي نجده، وهذه الرغبة الصادقة من الجميع في العمل الجاد من أجل خدمة دول مجلس التعاون وشعوبها". بعيداً عن النتائج والتوجهات الايجابية والمهمة التي خرج بها بيان القمة الذي تلاه معالي أمين عام المجلس، إلاّ أن ما أشار إليه السيد فهد آل سعيد من تآلف ورغبة صادقة من قادة المجلس لخدمة شعوبها، وتحقيق تطلعات المجلس يعتبر أمراً يجب الاهتمام به والتركيز عليه، إذ بدا سموه مرتاحاً وهو يؤكد هذا التآلف، وتلك الرغبة التي لمسها وعايشها أثناء انعقاد هذه الدورة. إن هذه الرغبة مهمة جداً، لأنها هي الدافع الرئيس والحقيقي لترجمة قرارات وتوصيات المجلس على أرض الواقع خلال الفترة القادمة، والحمد لله أننا لمسنا هذه الرغبة من خلال التفاعل والحضور القوي، بل والترتيب المسبق لعقد هذه القمة. إن الرغبة الصادقة هي الأساس لأي عمل كبير وضخم، كعمل مجلس التعاون، من أجل تحقيق تطلعات ورغبات أبناء المجلس. وهذه الرغبة ستكون - بإذن الله - هي الحافز والدافع لتحقيق ما جاء في البيان الختامي من قرارات، يأتي في مقدمتها تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين لاكمال متطلبات الوحدة الاقتصادية وتحقيقها في العام 2025، وهي وحدة متى تمت، ستحقق الكثير من مصالح وتطلعات وأهداف المجلس، وتنقله إلى مرحلة أكثر استقراراً وتماسكاً. الوحدة الاقتصادية بين دول مجلس التعاون، وتنسيق المواقف السياسية والدفاعية بين دول المجلس، بل الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، كما دعا إلى ذلك الملك عبدالله - رحمه الله - أصبحت حاجة ملحة تفرضها التغيرات والتحولات التي تحدث في العالم، وتمليها ما تمر به المنطقة من ظروف لا تخفى على أحد، وحينما تكون تلك الحاجة مدعومة برغبة صادقة، ليس من قبل القادة ومتخذي القرار فقط، بل من أبناء دول المجلس تتحق النتائج ونصل إلى الهدف بإذن الله.