وسط انتقادات شديدة، اختتمت مؤخرا «قمة من أجل الديموقراطية»، الافتراضية، التي دعا إليها الرئيس الأميركي جون بايدن، وشاركت فيها أكثر من 100 دولة. وفي مقال افتتاحي مشترك، انتقد سفيرا روسياوالصين لدى الولاياتالمتحدة، اناتولي أنتونوف وتشين جانج، القمة ووصفاها بأنها مظهر «لعقلية حرب باردة»، وطالبا الولاياتالمتحدة بالتوقف عن استخدام «الدبلوماسية التي تركز على القيم» كأداة للانقسام والمواجهة، وقالا إن روسياوالصين تطبقان الديموقراطية من تلقاء نفسيهما، وإنه ليست هناك حاجة للقلق بشأن الديموقراطية في البلدين، وإن من الأفضل بالنسبة لدول أجنبية معينة التفكير في نفسها وما يحدث فيها. وقال المحلل والخبير العسكري الأميركي مارك إبيسكوبوس في تقرير نشرته ناشونال انتريست، إن قرار إدارة بايدن دعوة تايوان للمشاركة في القمة أثار غضب بكين، حيث اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينيةواشنطن باستغلال الديموقراطية «كغطاء وأداة لتعزيز أهدافها الجيوسياسية، وقمع الدول الأخرى، وتقسيم العالم، وخدمة مصالحها». وبخلاف المقاومة المتوقعة من منافسي واشنطن الجيوسياسيين الرئيسيين، أثارت القمة جدلا بين حلفاء أميركا. فالمجر، العضو في الناتو والاتحاد الأوروبي، لم تتلق دعوة للمشاركة في المؤتمر. وقد قوبل ذلك بشكل سلبي من بعض المنتقدين المجريين لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذين يقولون إن ذلك من شأنه أن يزيد من ابتعاد المجر عن الغرب. ويشعر خبراء بالقلق من أن تصنيف الدول على أساس القيم يمكن أن يؤدي إلى توترات جيوسياسية، وإلى تعريض دول تم دعوتها من منطقة آسيا، مثل إندونيسيا وكوريا الجنوبية، لانتقام اقتصادي أو سياسي من جانب الصين. وفي ختام تقريره، قال إبيسكوبوس إن إدارة بايدن وصفت القمة بأنها نقطة تجميع عالمية للديمقراطيات المتحدة حول القيم المشتركة ورؤية مشتركة للمستقبل. ولكن ما ظهر هو علاقة مختلطة، تنطوي على خطأ استراتيجي، وهي مريبة أخلاقيا. ويؤكد مؤيدو القمة والمشاركون فيها أن «القيم مصالح». ولكن القمة أثارت ما هو سيئ للغاية، فقد أدت إلى تعكير القيم الأميركية من خلال تناقضاتها الجسيمة، بينما مثلت خيانة للمصالح القومية الجوهرية من خلال استفزازاتها الكثيرة غير المبررة.