يؤكد المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أن فريقه ريال مدريد لم يحسم بعد صراع الفوز على لقب الدوري الإسباني لكرة القدم، لكن خروجه منتصراً من دربي العاصمة أمام جاره حامل اللقب أتلتيكو اليوم (الأحد) في المرحلة 17 سيجعله يطبق عليه أكثر ويتصدر النادي الملكي بفارق 10 نقاط عن القطب الثاني للعاصمة الذي يخوض رحلة محفوفة بالمخاطر إلى ملعب «سانتياغو برنابيو» مع مباراة أقل، في حين يجد ريال نفسه أمام فرصة توسيع الفارق إلى 13 نقطة في حال فوزه باللقاء وذلك قبل أسبوعين من عيد الميلاد. قال أنشيلوتي السبت الماضي رداً على التساؤلات عن قدرة ريال على انتزاع اللقب «لدينا أفضلية (على غيرنا) لكن الدوري ما زال مشرعاً على جميع الاحتمالات. وأضاف «لا يمكننا التفكير الآن في الفوز بالدوري الإسباني، لا أريد أن يفكر أحد بهذه الطريقة»، وبدا أن ريال قد ضلّ طريقه وشرّع باب الاحتمالات في سباق اللقب عندما اتبع تعادله السلبي أمام فياريال بهزيمة أمام إسبانيول 1-2 في بداية أكتوبر، لتبتعد الأندية الخمسة الأولى عن بعضها البعض بفارق ثلاث نقاط فقط. ردّ بعدها بالفوز في الكلاسيكو خارج ملعبه على برشلونة 2-1 في المرحلة العاشرة، ليحقق سلسلة من 11 مباراة متتالية في جميع المسابقات لم يذق خلالها طعم الخسارة، ففاز في 10 مباريات مقابل تعادل، واستقبلت شباكه ستة أهداف فقط. قاد هذا الصعود الصاروخي ثنائي الهجوم ومتصدر ترتيب الهدافين الفرنسي كريم بنزيمة مع 12 هدفاً ووصيفه البرازيلي فينيسيوس جونيور صاحب 10 أهداف. اعتُبِرَ البرازيلي البالغ 21 عامًا بمثابة اكتشاف كبير بفضل سرعته واختراقاته وأهدافه وأزال عنه صورته الشاحبة التي ظهر بها في العامين الماضيين، بينما كانت عودة الفرنسي فيرلان مندي في مركز الظهير الأيسر جزءًا لا يتجزأ من تطور الدفاع، حيث لم يخسر ريال أي مباراة هذا الموسم عندما يكون الفرنسي الدولي داخل المستطيل الأخضر. كما وجد أنشيلوتي صيغة رابحة التزم بها بصرامة في الأسابيع الأخيرة من حيث النظام والأفراد، فاعتمد بشكل متكرر في خط الوسط على الثلاثي المتمرس المكوّن من الكرواتي لوكا مودريتش والبرازيلي كاسيميرو والألماني توني كروس ضمن خطة 3-3-4، حيث شكّل الوافد الجديد النمسوي دافيد ألابا والبرازيلي إيدر ميليتاو شراكة ناجحة في الدفاع. أما التبديل الوحيد الظاهر للعيان في تشكيلة أنشيلوتي، فكان اختياره للمهاجم الثالث إلى جانب بنزيمة وفينيسيوس، حيث تناوب على المركز ماركو أسينسيو والبرازيلي رودريغو، بانتظار أن يستعيد الويلزي غاريث بايل لياقته البدنية وأن يتخلص البلجيكي إدين هازار من لعنة الإصابات التي تلاحقه. شكوك حول مشاركة بنزيمة يعتقد البعض أن المدرب الإيطالي سيدفع غالياً ثمن عدم اعتماده على مبدأ المداورة بين اللاعبين، خصوصاً أن الموسم سيكون مزدحماً بالمباريات. وتحوم الشكوك حول إمكانية مشاركة بنزيمة في الدربي عقب تعرضه للإصابة أمام ريال سوسييداد نهاية الأسبوع الماضي في مباراته ال 19 أساسياً من أصل 20 خاضها هذا الموسم، غاب المهاجم الدولي الفرنسي عن مباراة الفوز أمام إنتر الإيطالي 2-صفر في الجولة السادسة الأخيرة من دوري أبطال أوروبا الثلاثاء. جرعة ثقة إضافية ويخوض رجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني موقعة اليوم الأحد مع جرعة ثقة إضافية اكتسبوها من تأهلهم إلى ثمن نهائي المسابقة القارية الأم عقب الفوز على بورتو البرتغالي 3-1 بالتزامن مع خسارة ميلان الإيطالي أمام ليفربول الإنجليزي 1-2 في الجولة الأخيرة. يلعب أتلتيكو صاحب المركز الرابع (29) مباراته المؤجلة خارج ملعبه في غرناطة في 22 الجاري، مما قد يسمح له بتقليص الفارق، لكن عليه بداية أن يخرج منتصراً من رحلته إلى إشبيلية ضمن منافسات المرحلة الثامنة عشرة في 18 الشهر الجاري، وإلاّ فإنه سيجد نفسه مجدداً أمام واقع خسارة المزيد من النقاط، يعتقد كثيرون أن أتلتيكو لديه الفرص الأفضل لمقارعة ريال، حيث أظهر حامل اللقب المرونة التي افتقدها إشبيلية الثاني، خاصة في المباريات الكبيرة، ويحتل النادي الأندلسي المركز الثاني متأخراً بفارق 8 نقاط وله مباراة مؤجلة على أرضه أمام برشلونة الجريح في 21 الشهر الجاري.