قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. أحمد بن طالب بن حميد - في خطبة الجمعة - : طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله، ورحم أهل الذلة والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن أطاع ربه وهذب نفسه وحسن خليقته وأصلح سريرته وأبدى خيره وعزل شره، طوبى لمن عمل بعلمه ووسعته السنة ولم يتعدها إلى البدعة. وأضاف : واعلموا أن عبدا لن يستكمل الإيمان حتى يتوكل على الله ويفوض إليه ويسلم له ويرضى بقضائه ويصبر على بلائه ومن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان، واعلموا أنكم بين أمر تبين رشده فاتبعوه وأمر تبين غيه فاجتنبوه وأمر مشتبه فاستبرئوا لدينكم وأعراضكم منه وأمر مختلف فيه فردوه إلى عالمه " ولله ما في السموات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور ". وتابع : إن هذه العاجلة قد شرعت أبوابها ومدت أسبابها وامتدت إليها أعناق أهلها، " ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين"، فخير الناس من جاهدها فكان من السالمين، أو جاهد فيها فكان من الغانمين، أو جاهد بها فكان من المكرمين، " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "، فاحكموها بأيديكم ولا تسكنوا حبها قلوبكم فما سكن حب الدنيا قلب عبد إلا التاط منها بثلاث شغل لا ينفد عناؤه وفقر لا يدرك غناه وأمل لا يدرك منتهاه فالدنيا والآخرة طالبتان ومطلوبتان فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستوفي رزقه.