سارعت الحكومات في مختلف أنحاء العالم لفحص قواعد بياناتها عن حالات الإصابة الأخيرة بكوفيد-19 وفحص المسافرين وفك الشيفرات الوراثية للمتحور الجديد من فيروس كورونا في إطار سعيها للتعرف على مدى انتشاره. وتبرز وتيرة التحرك الضغط الواقع على الحكومات وسلطات الصحة العامة للبت على وجه السرعة فيما إذا كان عليها أن تأخذ قرارات لها آثار ضارة على الاقتصاد للحد من انتشار المتحور أوميكرون. وتوضح البيانات أن المتحور الجديد كان منتشرا قبل التعرف عليه رسميا في الجنوب الأفريقي الأسبوع الماضي وتم رصده منذ ذلك الحين في أكثر من عشر دول. وسيستغرق التأكد مما إذا كان أشد قدرة على نقل العدوى أو التسبب في الوفاة أو قادرا على التغلب على اللقاحات أسابيع. وعمدت بريطانيا وقوى اقتصادية أخرى إلى منع رحلات الطيران من جنوب القارة الأفريقية وإليها بعد أيام فحسب من رصد المتحور لأول مرة الأمر الذي أدى لاهتزاز أسواق المال العالمية وأثار المخاوف من التداعيات الاقتصادية الضارة. وتتناقض سرعة التحرك تناقضا صارخا مع ظهور متحوّرات أخرى، فعندما تم توثيق المتحور ألفا في بريطانيا في سبتمبر 2020 قضت الحكومة شهورا في جمع البيانات وتقييم مخاطره المحتملة قبل أن تفرض إغلاقا عاما على مستوى البلاد في ديسمبر. واستغرق الأمر شهورا من منظمة الصحة العالمية لإدراجه ضمن قائمة المتحورات الباعثة للقلق وهو أعلى تصنيف لدى المنظمة. ولا تستطيع معظم فحوص الكشف عن الفيروس التفرقة بين المتحور أوميكرون والمتحور دلتا وهو النسخة المهيمنة شديدة العدوى من الفيروس حتى الآن. ولتمييز أوميكرون عن دلتا يجب أن يكون الاختبار قادرا على التعرف على تحور في أوميكرون يعرف باسم تسرب الجين-إس. وهذا الاختبار ليس قاطعا لأن المتحور ألفا الذي تم اكتشافه للمرة الأولى في بريطانيا لديه هذا التحور أيضا. ولأن المتحور ألفا لم يعد واسع الانتشار فإن وجود تسرب الجين-إس يشير إلى أن العينة إصابة إيجابية بأوميكرون وتنبه المعمل إلى ضرورة إرسالها لإجراء فحص التسلسل الوراثي للتأكد منها. وإذا عجزت فحوص الكشف المحلية عن كوفيد-19 في التعرف على هذا التحور فلا بد من اختيار عينات عشوائية لفحص تسلسلها الوراثي وهو ما قد يستغرق فترة تصل إلى أسبوع. وقالت منظمة الصحة إن فحوصا متاحة على نطاق واسع قادرة على رصد الأفراد المصابين بأي متحور بما فيها أوميكرون. * غرائب أوميكرون من بين 150 ألف اختبار ترجع إلى شهر مضى أجريت في بلجيكا ظهر تسرب الجين-إس في 47 اختبارا مع حمل فيروسي عال. وقال مارك فان راست أحد خبراء الفيروسات الذين فحصوا العينات إن واحدا منها فقط كان المتحور أوميكرون. وراجعت السلطات الاسكتلندية عينات ترجع إلى الأول من نوفمبر مما ساعد في اكتشاف تسع حالات إصابة بأوميكرون كلها مرتبطة بحدث واحد. واكتشفت السلطات أنه في حوالي منتصف الشهر بدأت مؤشرات الجين-إس تظهر في الاختبارات مرة أخرى أي قبل أسبوع من إعلان جنوب أفريقيا وبوتسوانا التعرف على المتحور الجديد. وساعد ذلك في توجيه فحوص التسلسل الوراثي مثلما حدث عندما ظهر المتحور ألفا. وقال جريجور سميث كبير المسؤولين الطبيين في اسكتلندا يوم الاثنين "هذا واحد من غرائب هذا المتحور التي يمكن أن نستغلها". وأضاف أن هذا يعني أن بإمكان الحكومة أن تبدأ تقييم مدى انتشار المتحور الجديد والتعرف على الأفراد الذين ربما يحتاجون إعادة فحصهم وأي العينات التي يجب أن تكون لها الأولوية في المزيد من الفحوص في المختبرات. وتابع "هذه أفضل وسيلة لدينا للتمكن من التعرف على الحالات في الوقت الحالي".