توقع عدد من العاملين في القطاع السياحي والاقتصاديين، أن تشهد سياحة الرحلات البحرية بالمملكة على متن اليخوت الفاخرة والسفن السياحية (الكروز) ازدهاراً ونمواً سريعاً نتيجة لتوفر المقومات اللازمة لذلك في سواحل المملكة الغربية التي تعد مقصداً لراغبي ممارسة رياضة الغوص ومستكشفي الجزر ومختلف البيئات البحرية والشعاب المرجانية، وأيضاً في سواحلها الشرقية التي تزخر بالآثار السياحية والأثرية لحضارات ضاربة في أعماق التاريخ، ويضاف لتلك المقومات عوامل جذب أخرى تتمثل في الاهتمام الكبير بتنمية القطاع السياحي الذي يصنف كأحد القطاعات الواعدة التي تحظى بالعديد من برامج التنشيط وأعمال التطوير اللازمة لتكوين بيئة سياحية جاذبة للسائح وللمستثمر في قطاع السياحة بدعم من برامج رؤية المملكة 2030 ومبادراتها. وقال العضو المنتدب لشركة كروز السعودية م. فواز فاروقي ل"الرياض" نحن نستهدف خدمة مليون سائح سنوياً في عام 2028م، وخلق ما يزيد على 50 ألف وظيفة مباشرة أو غير مباشرة بحلول العام 2035م، وهناك اهتمام كبير وطلب من قبل رحلات الكروز الدولية والإقليمية على رحلات الكروز السعودية سواء في الساحل الغربي كما هو معلوم أو الساحل الشرقي للمملكة نتيجة للمقومات السياحية الكبيرة التي تمتلكها تلك المنطقة والتي منها على سبيل المثال لا الحصر واحة الأحساء المسجلة ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، وجزيرة دارين التي تعد ثاني أكبر جزيرة في الخليج العربي، وتمتلك تاريخاً أثرياً ضارباً في أعماق الحضارات وبها العديد من الآثار السياحية المرغوبة مثل مقهى تاروت وقلعة تاروت، إضافة إلى المتاحف وأماكن الجذب السياحي. وأوضح م. فواز فاروقي بأن اتفاقيات التوسع التي تشهدها رحلات السفن السياحية الفاخرة بالمملكة ستنعكس بالإيجاب على معدلات ونوعيات الرحلات السياحية في المملكة، وعلى الأسعار، وجودة الخدمات أيضاً، كما أنها مؤشر على جدوى التوجه والنجاح فيه، ويظهر ذلك جلياً في التوسع بتطوير صالات الركاب للسفن السياحية بميناء مدينة ينبع التجاري والتي لم تكن مقصداً سياحياً رئيساً في الماضي وحالياً باتت تستقبل أفواج السياح القادمين على متن البواخر السياحية العملاقة من مختلف أنحاء العالم. بدوره قال عضو لجنة اللوجستيات والنقل في غرفة تجارة جدة، الكابتن ربان، محمد عبود بابيضان: لا شك لدينا بأن سياحة الرحلات البحرية بالمملكة على متن اليخوت الفاخرة والسفن السياحية (الكروز) ستشهد توسعاً وازدهاراً منقطع النظير خصوصاً وأننا تأخرنا كثيراً في هذا القطاع رغم توفر جميع المقومات اللازمة للنجاح فيه، فعبر برامج ومبادرات رؤية المملكة 2030 التي أبرزت تلك المقومات والمقدرات ها نحن نشاهد بوادر النجاح تلوح، "لقد كنا قبل الرؤية نطالب في المؤتمرات وفي الفعاليات بالالتفات لهذا المورد المهمل" وأشار الربان محمد بابيضان إلى أن رؤية المملكة أحدثت تغييراً جذرياً إيجابياً في أساليب النقل البحري للأشخاص، وأصبح بإمكان السائح للأرصفة وزيارة المواقع والمناطق السياحية والتمتع بها، ولا شك بأن تملك المملكة للموقع المثالي وتوفر المقومات الجاذبة للزائر سواء للسياحة أو للزيارة الدينية أمور ستدعم زيادة الطلب وسنشاهد المملكة موقعاً إقليمياً تنطلق منه الوسائط البحرية إلى كل مكان. بدوره توقع عضو لجنة الاستثمار في غرفة تجارة مكةالمكرمة المهندس عبدالمنعم مصطفى الشنقيطي أن تشهد سياحة الرحلات البحرية بالمملكة على متن اليخوت الفاخرة والسفن السياحية ازدهاراً ونمواً سريعاً في ظل توفر جميع متطلبات النجاح وعوامل الجذب في سواحل المملكة سواء منها الغربية المناسبة لرياضة الغوص ومستكشفي الجزر ومختلف البيئات البحرية والشعاب المرجانية أو الشرقية، ويضاف لذلك وجود التشريعات والأنظمة الملائمة، وأيضاً دعم الاستثمار في هذا القطاع المنتج. وحث، م. عبدالمنعم الشنقيطي، عموم المستثمرين والعاملين في أنشطة السياحة البحرية على الاستفادة من الدعم الكبير الذي يلقاه هذا القطاع الواعد، مشيراً إلى وجود الكثير من المستثمرين في أنشطة الوسائط البحرية ما زالوا يعملون بطرق قديمة تتطلب التحديث والتطوير، ويكشف عن ذلك كثرة الوسائط البحرية السياحية في المملكة وتحضرني إحصائية رسمية للعام 2018م تذكر وجود نحو 11،470 واسطة بحرية للصيد والنزهة بمكةالمكرمة، و2،411 بالمدينة المنورة، و9،913 في المنطقة الشرقية، و2،009 في تبوك و4،913 في جازان، و2،564 في عسير. فواز فاروقي الكابتن محمد بابيضان عبدالمنعم الشنقيطي