دشن المعهد الملكي للفنون التقليدية ، أمس ، بحضور عدد من المثقفين والفنانين, فرعه الأول بمدينة جدة، الذي سيكون لبنة من لبنات تشكيل المشهد الثقافي، وسيسهم بشكل فعال بعكس صورة مشرفة عن إرث المملكة العريق وموروثها الثقافي المتميز. ويعد اختيار جدة التاريخية كمقر للمعهد مؤشراً على الاهتمام بالعمارة التاريخية والحفاظ على النمط السعودي في البناء بشتى أشكاله،إذْ تتميز العمارة في البلد أو جدة التاريخية بعناصر معمارية وزخرفية جعلت من المنطقة ذات قيمة ثقافية وفنية، إضافة إلى تسجيل جدة التاريخية في اليونيسكو كموقع تراث عالمي وبوابة لمكة المكرمة, وعليه يعمل المعهد الملكي للفنون التقليدية على أحياء الفنون التقليدية والتراث الثقافي للمكان. من جهتها أكدت المدير العام للمعهد الملكي للفنون التقليدية الدكتورة سوزان بنت محمد اليحيى أن افتتاح هذا الصرح الثقافي هو امتداد للسعي لإعادة تشكيل المشهد الثقافي في المملكة بطريقة إيجابية متوائمة مع أهداف رؤية 2030, خاصة وأن المملكة تمتلك الكثير من التنوع في الموروث الثقافي، وسيسعى المعهد من خلال فرع جدة لإبرازه والمحافظة عليه، وتمكين الكوادر السعودية الشابة بالخبرات والمهارات في هذا المجال؛ ليكونوا امتداد لأجيال سابقة حافظت على هذا الموروث وطورته، مما جعله شاهداً على تاريخ نجاحات المملكة وصنعت له اسماً مميزاً في مجال الفنون التقليدية. وأشارت إلى أن الشباب السعودي مبدع ويحمل الكثير من الشغف للنجاح والتفوق في مجال الفنون التقليدية لنصل بها لجميع أرجاء العالم ولنعرفهم بالثقافة السعودية الأصيلة التي تحمل في طياتها المحبة والسلام لكل العالم. الجدير بالذكر أن المعهد الملكي للفنون التقليدية يقدم بالشراكة مع مؤسسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية برنامج دبلوم فنون البناء في جدة التاريخية كتجربة تعليمية وفق أعلى المستويات لإحياء الفنون التقليدية والمعمارية لجدة التاريخية، مع التأكيد على الحفاظ على الموروث الثقافي المادي. ويقدم البرنامج مزيجاً بين الحرف ومبادئ التصميم التي ستطور المعارف والمهارات عبر مزج المنهجيات النظرية والتطبيقية، بالإضافة إلى غرس الوعي بأهمية التراث الثقافي في السياق المعاصر لفنون البناء والحرف اليدوية في جدة التاريخية؛ لتجديد مهارات الفنون والحرف التقليدية وضمان استدامتها ودعم الخريجين بفرص الانخراط في مشاريع ترميم وإعادة إحياء جدة التاريخية.