رفعك لستار النافذة هو الذي جعل ضوء الشمس يتمدد في غرفتك.. تركك لباب المنزل مفتوحاً هو الذي جعل الهواء يتسلل داخله.. لم تنثر الغبار عن سجادتك وأذنت له أن يفترشها.. جعلت عُشب حديقتك يتمادى بالنمو ولم تقصه. في يومك تحدث معك أشياء كثيرة أنت مسؤول عن تماديها أو وجودها ولكن ربما تكون جماداً أو أموراً يمكنك التحكم بها دون جهد، لكن من الذي تمادى في محيطك وبسببك، وليس بجمادٍ؛ هم الأشخاص الذين تعريت أمامهم شيئاً فشيئاً إلى أن أصبح لا شيء يثير فضولهم تجاهك سوى معرفة النهاية، نعود خطوةً للماضي.. أراك تستر جسدك بثياب ممزقة من على ركبتيك وذراعيك؛ تتحدث وجفاف الأرض كله احتضن شفتيك، يجلس المستمعون حولك يطرحون الأسئلة ويبلون ريقهم بالإجابات الواضحة التي حصلوا عليها بسهولة، نتقدم للحاضر.. لم يتغير ما كنت أراه سوى أنك تجلس مثلما خُلقت تماماً.. مشبكاً أصابع يديك جاعلها في حجرك ربما تستر ما ظهر منك، الذي على يسارك تمدد مثل الظل مستمعًا وآخر تمادى بسؤاله ليحصل على جواب نقصه لإكمال قصتك للذين نقلها لهم، لم تعد لديك حدود ولم تخبئ جزءًا من حياتك يبقى لك وحدك، أصبحت بينهم العاري الوحيد، بينما هم يفهمون الخطأ الذي وقعت به لكنهم لم يقولوا لك اصمت هذا جزء لك بل يتشوقون لملء آذانهم. بإرادتك سمحت لهم بالدخول لمساحتك ورؤية كل ما فيها دون إدراك بنتيجة هذا الفعل، فأيًا كان سبب كشفك لخصوصيتك فتوقف فوراً وابني سداً بينك وبين الآخرين وفكر بما يجب عليك قوله ولمن، وما لا يجب عليك قوله ولا تدل أحداً على طريق مساحتك الخاصة وسوف تشعر بثقة وقوة كونك لم تفرغ معاناتك ولحظاتك السعيدة والأمور التي تعني لك للجميع، وطبق هذا مع غيرك واحترم خصوصيتهم وإن نجحت فتأكد بأنك ستلتقي بمن فشل في ذلك فتجنبهم وكُن على دراية بأن التطفل على الآخرين سلوك غير ناضج أما تعريك أمامهم فهي الخطيئة الأكبر تجاه نفسك.