أعلن الاتحاد الأوروبي عن تحقيقه تقدّماً في التعامل مع أزمة الهجرة عند الحدود بين بيلاروس وبولندا بعدما حظرت تركيا على مواطني ثلاث دول في الشرق الأوسط التوجّه إلى بيلاروس. يأتي ذلك فيما توعدت بيلاروس بأنها سترد بقسوة على أي هجوم يستهدفها، منددة بنشر بولندا عدداً كبيراً من جنودها على الحدود بين البلدين في ذروة أزمة المهاجرين. ولقي عسكريان روسيان مصرعهما بطريق الخطأ الجمعة خلال تدريبات جوية بالاشتراك مع مينسك في غرب بيلاروس قرب الحدود البولندية، في خضم أزمة المهاجرين كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية. وهناك مئات المهاجرين معظمهم من أكراد الشرق الأوسط عالقون منذ أيام على الحدود بين البلدين وسط الصقيع فيما عبرت منظمة الصحة العالمية الجمعة عن قلقها الشديد لوضعهم. وترفض بولندا السماح لهم بالعبور، فيما يتهم الغرب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بإحضارهم إلى البلاد من أجل إرسالهم إلى الحدود انتقاماً من العقوبات المفروضة على بلاده. وقدر حرس الحدود البولندي عدد المهاجرين على الحدود بما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف فيما يصل المزيد يومياً. وقال وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين في رسالة مصورة: "يبدو أن جيراننا في الغرب، وخصوصاً بولندا مستعدون لإشعال نزاع يرغبون في أن يجروا أوروبا إليه". محذراً من أن القوات المسلحة في بيلاروس مستعدة للرد بقسوة على أي هجوم. في أول خطوة لمنع مزيد من المهاجرين من الوصول، أعلنت تركيا الجمعة أنها حظرت على السوريين والعراقيين واليمنيين السفر من مطارات تركية إلى بيلاروس. وأفادت هيئة الطيران المدني التركية في بيان نظراً لمشكلة العبور غير القانوني عبر الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروس، اتُّخذ قرار بأنه لن يُسمح لمواطني العراق وسورية واليمن الراغبين بالسفر إلى بيلاروس من المطارات التركية بشراء تذاكر والصعود على متن الطائرات حتى إشعار آخر. تقدم وأعلن نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغاريتيس شيناس الجمعة أن جهود وقف تدفّق المهاجرين الذين يحتشدون عند الحدود بين بيلاروس والاتحاد الأوروبي تؤتي ثمارها. وقال شيناس في مؤتمر صحافي في لبنان الوضع بالمجمل هو أننا نشهد تقدّماً على كل الجبهات، مضيفاً أنه سيسافر إلى العراقوتركيا قريباً. من جهتها قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية إن المحادثات مستمرة مع شركات الطيران والدول الواقعة على مسار الهجرة، وإن الحظر التركي يظهر أننا حققنا بعض النجاح. ودعت فرنساروسيا إلى التدخل لدى بيلاروس لوقف تدفق المهاجرين من هذا البلد. وشجع وزيرا الخارجية والقوات المسلحة الفرنسيان جان-ايف لودريان وفلورنس بارلي خلال لقاء في باريس مع نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو روسيا على استخدام روابطها الوثيقة مع بيلاروس لضمان وقف ذلك بحسب بيان صادر عن الخارجية الفرنسية. وأعلن الناطق باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن العراق يعمل على إعادة المهاجرين العراقيين الراغبين بالعودة إلى بلادهم من بيلاروس، مؤكداً أنه على استعداد تام لتوفير استجابة عاجلة لكل من يريد العودة الطوعية. وسط تقارير هذا الأسبوع عن رحلات إضافية من تركيا والشرق الأوسط تنقل مهاجرين إلى مينسك تطالب الدول الغربية لوكاشنكو وحليفته الرئيسة روسيا باتخاذ خطوات لإنهاء الأزمة. وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة عن قلقه البالغ بشأن أزمة المهاجرين على الحدود بين بولندا وبيلاروس. وقال لصحافيين: "عبّرنا عن قلقنا لروسيا وبيلاروس". وأعربت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الجمعة عن اعتقادها أن حكومة الرئيس البيلاروسي تمارس أنشطة مقلقة للغاية علق على إثرها مهاجرون على الحدود في بولندا. مناورات عسكرية بعد اجتماع طارىء لمجلس الأمن الدولي الخميس، اتهم وفدا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مينسك بتعريض أرواح للخطر لأهداف سياسية، ومحاولة تحويل الانتباه عن انتهاكاتها المتزايدة لحقوق الإنسان. في المقابل، اتهمت مينسك وموسكو دول الاتحاد الأوروبي بعرقلة دخول مهاجرين يبحثون عن مأوى بعد المغامرات العسكرية الغربية في الشرق الأوسط. في بادرة دعم لمينسك، أرسلت روسيا قاذفات استراتيجية للقيام بدوريات فوق بيلاروس هذا الأسبوع، وأعلن البلدان الجمعة تنظيم تدريبات عسكرية مشتركة قرب حدود بيلاروس الغربية مع بولندا. وأعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية على تلغرام أن كتيبة مشتركة من قوات مظلية من البلدين تجري تدريبات في غوسكي في غرب بيلاروس نظراً لتصاعد النشاط العسكري قرب الحدود. وأضافت أن طائرات روسية من طراز إل-76 ومروحيات عسكرية بيلاروسية تشارك في التدريبات، حيث يجري جنود عدداً من المهام المرتبطة بالتدريب على القتال. وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أوردته وكالات إخبارية روسية أن موسكو أرسلت قوات مظلية إلى بيلاروس للمشاركة في المناورات في إطار التحقق من الجهوزية للقتال المفاجئ. منطقة عازلة أرسلت بولندا 15 ألف جندي إلى حدود بيلاروس، ونصبت سياجاً تعلوه أسلاك شائكة، ووافقت على بناء جدار. كان المهاجرون يحاولون عبور الحدود منذ أشهر لكن الأزمة تفاقمت حين قام مئات الأشخاص بشكل جماعي بمحاولة الدخول وقام حرس الحدود البولنديون بصدهم. وأقاموا مخيماً على الحدود، حيث وجد نحو ألفي شخص مأوى في خيم. وأعلن حرس الحدود البولنديون الجمعة أنه جرت نحو أربعة آلاف محاولة للعبور من دون إذن منذ مطلع نوفمبر. وحثّ المدير الإقليمي لمنطقة أوروبا في منظمة الصحة العالمية هانس كلوغه جميع الدول على حماية حق الصحة للاجئين والمهاجرين عند الحدود البيلاروسية، والذين يحتاج العديد منهم إلى مساعدة طبية. ودعت المنظمة الأممية إلى حماية وعدم تسييس الحالة الصحية لآلاف المهاجرين. ويتهم الأوروبيون مينسك بتأجيج الأزمة عبر إصدار التأشيرات واستئجار رحلات جوية رداً على العقوبات الغربية التي فرضت على النظام البيلاروسي العام الماضي بعد قمع معارضيه.