«إن قلت ملك الوفاء، فالله يعلم أنكم منبع الوفاء مع كل من يعرفكم قريباً كان أو بعيداً، إن كنت في صلة الرحم فالكل يعلم برّكم، ولا يخفى على أحد ملازمتكم للمريض أو المريضة، ولإخوانكم وأخواتكم -رحمهم الله وأسكنهم الجنة- وأنكم في خدمتهم ورعايتهم». «إن قلت مخضرم الأمراء وأكثرهم خبرة في شؤون الحكم، نعم، فلقد قضيتم أكثر من نصف قرن أميراً لعاصمة الوطن، ولمستم حاجة المواطن عن قرب، فهنيئاً لوطن وشعب أنت من يقوده إلى المجد والعلياء، يا سيدي، فكأنني بالشعب السعودي الأبي الأصيل يقول لك: سر أيها الوالد القائد ونحن خلفك سائرون مطيعون، وكما يقولون في أهازيج العرضة السعودية «تحت بيرق سيدي سمعاً وطاعة»، فنم قرين العين رعاكم الله، رعيتك معك والله معك». «أنت من أوصيتني وأنت المتعمق بتاريخ المنطقة وجميع أسرها وأهاليها ومواقفهم الوطنية المعروفة، فأنت من شرح التاريخ قبل أن يكتب التاريخ أمجاده، حزمكم وعزمكم بل وعدلكم، كيف لا وأنت من يقول عنه كل مواطن من أهل الرياض عندما كنت أميرها إذا أرادوا العدل والإنصاف: «والله ما يردني إلا سلمان بن عبدالعزيز». «سيدي عندما جاءت الأخبار بهذه الزيارة الحانية استبشرت السماء بأمر من الله فرحاً، وكأن هتان المطر يغسل الأرض لاستقبالكم، وتمايلت نخيل القصيم، وتراقصت ذرات الرمال، وخفقت القلوب، وابتسمت الوجوه، فرحاً وابتهاجاً بمقدمكم الميمون، ورفعت الأيدي بالدعاء لمقامكم الكريم بالعون والتوفيق والنصر والتمكين على تشريفنا بهذه الزيارة الكريمة التي هي امتداد للنهج السعودي القديم والمتأصل في زيارة المناطق وتفقد أحوال رعيتكم الأوفياء والمتلهفين للقيادة، أدام الله عزكم وتمكينكم على طاعته وتوفيقه». «أيها الملك الكريم، ما في القلوب أعظم مما يكتب في السطور أو ما تلهج به الألسن من مشاعر فياضة تستذكر بصماتكم ونهجكم العادل وخدمتكم الجليلة لهذا الوطن، حتى صعدتم على عروش القلوب قبل أن تتولوا عرش الحكم باستحقاق عن قدرة وخبرة». «خطت المملكة العربية السعودية خطوات عظيمة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وحققت منجزات وضعتها بجدارة واستحقاق في أعلى السلم التنموي، وذلك لم يكن ليأتي لولا فضل الله ثم القيادة الحكيمة التي تستوعب متغيرات العصر وضرورة المواكبة بخطط جديدة، ورؤية أكثر استشرافاً للمستقبل وقراءة لمتطلباته، والعمل على تنفيذها بكل الحزم الذي يجعل شعبنا أكثر أمناً ورخاء وازدهاراً». «المملكة تحقق إحدى أكبر قفزاتها التنموية التي تضعها في مرتبة دولية تنافسية متقدمة تعكس عمق الفكر السياسي والتنموي الذي يقدمه مولاي خادم الحرمين الشريفين منذ توليه قيادة بلادنا، فالمنجزات التي تحققت طوال الأعوام الخمسة الماضية تؤكد بصورة قاطعة اتجاه بلادنا الغالية إلى أعلى مراتب المجد، الذي تبرزه المؤشرات الدولية في مختلف مجالات الرفاه والازدهار والنمو الاقتصادي».