التحول إلى التعليم الرقمي وإطلاق برامج البحث العلمي والمعرفة مر التعليم في المملكة قبل تأسيسها وقبل إرسائها نظامًا للتعليم بثلاث مراحل شملت مرحلة التعليم في المساجد، ومرحلة التعليم في الكتاتيب، وكانت المناهج الدراسية في كلا المرحلتين تعتمد على حفظ القرآن والقراءة والإملاء والخط والحساب، والمرحلة الثالثة هي مرحلة التعليم بمدارس أنشئت بجهود المواطنين في ذلك الوقت. وفي عهد المملكة بدأ التعليم بصورة نظامية في عهد المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وذلك بتأسيس مديرية المعارف عام 1344ه، وكانت بداية إرساء نظام التعليم للبنين، وتأسست في عام 1355ه مدرسة تحضير البعثات لإعداد الطلبة قبل ابتعاثهم للخارج لاستكمال دراستهم العليا على نفقة الحكومة، ثم تحولت مديرية المعارف في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1371ه إلى وزارة المعارف، وكان الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- أول وزير لوزارة المعارف، وكانت الوزارة هي المسؤولة عن التخطيط والإشراف على التعليم العام للبنين في مراحله الثلاث (الابتدائي - المتوسط - الثانوي)، وفي عهد الملك فيصل -رحمه الله- عام 1380ه تم إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات وكانت تضم 15 مدرسة ابتدائية ومعهد معلمات متوسطًا واحدًا، وفي عام 1395ه تم إنشاء وزارة التعليم العالي، لتكون الجهة المسؤولة عن تنظيم التعليم الأكاديمي وإرساء قواعده، وكان التعليم الجامعي قبل تأسيس وزارة خاصة به تابعًا لمديرية المعارف، وتعد كلية الشريعة بمكة المكرمة والتي تأسست عام 1369ه أولى المؤسسات التعليمية الجامعية التي تأسست في المملكة، وفي عام 1423ه ضُمت الرئاسة العامة لتعليم البنات إلى وزارة المعارف، وبعد عام تحول مسمى وزارة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم، وفي عام 1436ه دُمجت وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي لتصبحا وزارة واحدة تحت مسمى وزارة التعليم. وحددت سياسة التعليم في المملكة الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم، وأهداف مراحل التعليم، والتخطيط لمراحل التعليم ابتداء من دور الحضانة ورياض الأطفال وصولاً للتعليم العالي، واشتملت على الأحكام الخاصة التي تتعلق بالمعاهد العلمية، وتعليم البنات، والتعليم الفني، واعداد المعلم، ومدارس القرآن الكريم ومعاهده، والتعليم الأهلي، ومكافحة الأمية وتعليم الكبار، والتعليم الخاص بالمعوقين. لا محدود وحظي قطاع التعليم في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالدعم الكبير واللا محدود، إيماناً منه بأهمية التعليم في عملية التطوير ومن كلماته الخالدة: «إن التعليم في المملكة هو الركيزة الأساسية التي نحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف». وخلال السنوات السبع الماضية حقق قطاع التعليم بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بناء إنسان المستقبل، واستثمار إمكاناته لتنمية وطنه، والمشاركة في تطويره، حيث كرست وزارة التعليم جهودها لتحقيق رؤية وطنية طموحة تشمل أكثر من 54 مبادرة للإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030، لتنمية القدرات البشرية، وتجويد مخرجات التعليم العام والجامعي بما ينسجم مع احتياجات سوق العمل، وتطوير برامج الابتعاث، والتدريب التقني والمهني، ودعم منظومة البحث والابتكار في الجامعات، وتعزيز فرص الاستثمار في التعليم الأهلي، إلى جانب العمل على برامج التحول الرقمي، والتعاون الدولي، ورفع كفاءة الإنفاق، وتمكين المرأة في المناصب القيادية. قفزات نوعية وسجل التعليم في عهد الملك سلمان -حفظه الله- قفزات نوعية، شملت هيكلة مؤسساته التعليمية وإداراته، بعد دمج التعليم الجامعي والتعليم العام في وزارة واحدة، إضافة إلى تخصيص ميزانية كبيرة لقطاع التعليم العام والعالي، وكان من أبرز المنجزات التي حظي بها التعليم في عهده التحول إلى التعليم الإلكتروني الرقمي، بينما شهد التعليم الأهلي ظهور مرحلة توسع ونمو، حيث حقق نمواً مطرداً في عدد من المدارس والجامعات الأهلية، كما عزز التعليم الفردي لذوي الإعاقة مع تطوير مناهج ابتكارية ودمج الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم إذ يمثل الذكاء الاصطناعي أحد أهم محاور تطوير التعليم والتدريب الإلكتروني. وأشادت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بتميز جهود المملكة في التعليم عن بُعد بما يعكس الطبيعة التعاونية للعمل الوطني، وحققت المملكة التقدم في 13 مؤشراً من أصل 16 مؤشراً على متوسط 36 دولة في مستوى الجاهزية. تعليم رقمي ومن أبرز إنجازات الملك سلمان -حفظه الله- في التعليم ما يلي: التحول إلى التعليم الإلكتروني الرقمي، ودمج الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم، ومشروع «تنمية الإبداع والتميز» والخاص بأعضاء الهيئات التدريسية، وإنشاء المراكز الخاصة بالتفوق العلمي في الجامعات السعودية، واستحداث برامج الابتعاث المختلفة والاهتمام بالطلاب المبتعثين، وتطوير الجامعات السعودية وتطوير البحث العلمي بها، وكذلك رفع جودة التعليم بالمملكة، ودعم الجمعيات العلمية، وتدشين مشاريع إنشاء مباني تعليمية في مختلف مدن المملكة، إضافةً إلى تخصيص أكثر من 3 مليارات ريال لإنجازها، وإطلاق برامج في مجال البحث العلمي والمعرفة ومبادرات مركز التميز ومراكز الأبحاث الواعدة، ومدونة التخطيط المميّز، والأولمبياد الوطني للروبوت، والأولمبيادات العلمية، وبرنامج نشر، ومركز تطوير الأعمال البحثية، كذلك استفاد أكثر من 71 ألف طالب وطالبة من البرامج الخاصة بالموهوبين، وتم تنفيذ برامج تدريبية للمعلمين والقيادات المدرسية بهدف تطوير مهاراتهم العلمية والعملية والشخصية التي تؤهلهم للتعامل مع الطلبة وإتقانهم أساليب التدريس الفعال، وتسجيل أكثر من 17 ألف بحث محكم منشور صادر عن المؤسسات التعليمية السعودية، وتسجيل 159 براءة اختراع. تطوير قدرات ومن الإنجازات أيضاً افتتاح 32 مركزًا لتطوير العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM) في 32 مدرسة في جميع المناطق، التي تسهم في تطوير قدرات الطلاب واتجاهاتهم وميولهم، وبلغت نسبة الالتحاق الإجمالية ببرامج رياض الأطفال نحو 18 % من إجمالي المواليد في السعودية، وبلغت نسبة الطلبة المستفيدين من خدمات أندية الحي نحو 13 % من طلاب التعليم العام، وتم تدشين المنصة الإلكترونية سفير2 لخدمة الطلبة المبتعثين والراغبين في الدراسة بالخارج، وتحقيق 65 مشاركة في المسابقات الدولية والإقليمية، وتحقيق 38 ميدالية ووسامًا من قِبل طلاب وطالبات التعليم العام -بالمرحلتَيْن المتوسطة والثانوية- في عام 2021، واعتمدت منظمة اليونسكو العالمية الإطار التقويمي الذي أعده المركز الوطني للتعليم الإلكتروني، لأفضل الممارسات العالمية في التعليم الإلكتروني، والتي ضمت المملكة مع أهم ثلاث دول في العالم (كوريا الجنوبية والصين وفنلندا)، مشيدةً بتفوق المملكة على كثير من دول العالم في التعليم الإلكتروني وتم اعتماد المركز الوطني للتقويم والاعتماد التقني والمهني (مسار) وهو جهة حكومية تتولى تقديم الاعتماد لمؤسسات التدريب في القطاعين العام والخاص، إضافة إلى اعتماد برامج التدريب ورخص المدربين، ويهدف المركز إلى تحقيق جودة عالية لبرامج ومخرجات ومدربي التدريب التقني والمهني، والبحث والتطوير والابتكار الابتكار كان أحد العناصر الرئيسية التي تحرص عليها خطة التحول الوطني لاقتصاد المملكة العربية السعودية وفقاً لرؤية 2020. بحث علمي وتم إطلاق برنامج الابتكار وريادة الأعمال الرقمية، ضمن برنامج التحول الوطني، ودعمت مبادرات الرؤية جهود البحث العلمي في الجامعات والمراكز البحثية؛ لمساعدة الجامعات في وضع استراتيجية وهوية بحثية خاصة تعمل على رفع جودة النشر العلمي وتعظيم أثره، الأمر الذي رفع عدد البحوث المحكَمة المنشورة الصادرة من الجامعات الحكومية إلى 33.6 ألف بحثا ًبنهاية 2020م، بينما كان المستهدف 18 ألف بحثاً، وزيادة براءات الاختراع المسجلة التي منحت لمنسوبي الجامعات الحكومية على المستويين المحلي والدولي. وحققت المملكة قفزة كبيرة في مجال تسجيل براءات الاختراع؛ إذ سجلت لدى مكتب براءات الاختراع الأمريكي 409 براءات اختراع في 2015م، و517 براءة اختراع في عام 2016م، و664 براءة اختراع في عام 2017م، وفي 2018م حققت المملكة المركز الأول عربياً والمركز ال22 عالمياً في عدد براءات الاختراع بواقع 787 براءة اختراع، وفي 2019م زادت طلبات براءات الاختراع بالمملكة 7.5 % إلى 3651 طلبا بواقع 33 % من داخل الدولة و67 % كطلبات أجنبية، وبلغ إجمالي البراءات الممنوحة 480 براءة اختراع بواقع 423 براءة اختراع للمؤسسات و57 براءة اختراع للأفراد، وفي عام 2020م تم منح 705 براءات اختراع، وكانت المملكة انضمت لمعاهدة التعاون بشأن البراءات (PCT) في عام 2019م، فيما حققت جامعة الملك عبد العزيز، المركز ال33 ضمن قائمة أفضل 100 جامعة على مستوى العالم في تسجيل براءات الاختراع بالمكتب الأمريكي. مواجهة التحديات واستطاعت وزارة التعليم تحقيق العديد من المنجزات ومواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا وكان من أهم الإنجازات المحققة إعداد الهيكل التنظيمي للوزارة وصدور نظام الجامعات، والموافقة على تنظيم المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي، وإعلان اللائحة الجديدة للمعلمين، وإقرار مدارس الطفولة المبكرة، وتغيير المناهج، وتطوير المادة الخامسة من لائحة تقويم الطالب، وكذلك الاهتمام بالاختبارات الدولية والتحصيلية، وإطلاق برنامج سفير 2، وتعزيز مكانة المعلم وتدريبه، وإطلاق منصة «مدرستي»، حيث سجلت وزارة التعليم نجاحاً كبيراً في نظام التعليم عن بُعد، واستطاعت أن تؤكد على قدرة أبناء الوطن في تحمل مسؤولياتهم والتكيف مع كافة الظروف ومواصلة العمل والإنجاز بما يحقق تقدم الوطن ورفعة أبنائه وتوفير التعليم لكل طالب وطالبة في كافة مناطق ومحافظات المملكة لتنال المنصة، حيث أشادت عدد من المنظمات التعليمية الدولية الموثوقة بالنموذج السعودي الرائد على صعيد التعليم الإلكتروني على مستوى العالم؛ نظرًا لإمكانات المملكة المميزة وسرعة استجابتها مع المتغيرات، ومساهمتها في توفير العديد من الحلول المبتكرة لتقديم التعليم الإلكتروني بكفاءة عالية، واستمرار العملية التعليمية رغم جميع الظروف والتحديات التي فرضتها الجائحة على القطاع التعليمي، وذلك بفضل الدعم غير المحدود الذي يحظى به التعليم الإلكتروني في المملكة من القيادة الرشيدة -حفظها الله- الذي أسهم في تمكينها من تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030؛ مما كان له الأثر البالغ في تحقيق هذه النجاحات. منصة عالمية وجاءت منصة مدرستي مع أفضل سبع منصات عالمية في 174 دولة كنموذج رائداً ودوليًا، وأحد حلول التعليم الإلكتروني في الدول المتقدمة خلال جائحة كورونا كوفيد-19، من خلال أكثر من ستة ملايين مستخدم ونسبة دخول 98 %، كما تعد فريدة من نوعها عالمياً مقارنةً بالجهود المبذولة من الدول الأخرى لتطبيق نظام إدارة التعلم على المستوى الوطني في التعليم الإلكتروني لمراحل التعليم العام، ونالت برامج الابتعاث الخارجي الدعم والاهتمام الكبير عبر برنامج الملك سلمان للابتعاث الخارجي حيث تواصل وزارة التعليم تقديم خدماتها التعليمية ل53 ألف طالب وطالبة مبتعثين في (56) دولة، من خلال (31) ملحقية ثقافية حول العالم، إلى جانب دعم التواصل بين المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية في المملكة مع نظيراتها في الخارج. وزير التعليم د. حمد آل الشيخ في زيارة لإحدى المدارس تأهيل الطلاب تقنياً توفير بيئات تعليمية جاذبة معلمون يؤدون عملهم عن بُعد خلال أزمة كورونا اختيار «مدرستي» ضمن أفضل سبع منصات عالمية