تعتبر شجرة النخيل إرثا تاريخيا واقتصاديا علاوة على تجذر اسم هذه الشجرة المباركة في المعتقد الديني والموروث الشعبي في المنطقة العربية، وبخاصة في المملكة التي أولت هذه الشجرة اهتماما كبيرا. وقال المرشد السياحي في منطقة العلا ثامر العبدالكريم، إن التمور في العلا تعتبر موروثاً سعودياً يتغلغل في عاداتنا وتقاليدنا وأيضاً ثقافتنا المحلية، مشيراً إلى أن المزارع كان يعاني سابقا من عملية تسويق منتجاته، وهذا المهرجان ساهم في استقطاب السياح والزوار بل وساهم في تنمية المنطقة اقتصادياً واثرى الحركة التجارية بشكل عام، لافتاً إلى أن عدد النخيل في العلا يبلغ أكثر من 2 مليون نخلة، بإنتاج 90 ألف طن. وأوضح أن من أفضل انواع التمور البرني والحلوة، ونخلة الوحدة من البرني تنتج ثلاثة انواع من التمور مثل المبروم والمشروك والعادي، مؤكداً أن هناك تصديرا لتمور العلا خارج المملكة بالذات تمور المبروم الذي يصدر إلى المغرب والصين وعدد من الدول. وأكد العبدالكريم، أن تنفيذ مهرجان التمور في العلا، يأتي في إطار اهتمام هيئة العلا بتحسين التسويق المحلي للمنتجات الزراعية بمنطقة العلا، إيماناً منها بأهمية التسويق في تحسين جودة الإنتاج الزراعي وتقليل الفاقد، بما يخلق الطلب المتزايد عليها، ويساهم في تحفيز المزارع على استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة في المجال الزراعي وبما يعمل على زيادة ورفع جودة الإنتاج، مشيراً إلى أن هناك تحديات تواجه مزارعين التمور في العلا، تكمن في العمالة الموسمية الذي يعتبر تحدي كبير لمزارعي العلا. وأشار إلى أن الشنة هي عبارة عن قربة تستخدم للماء سابقًا ويتم تحويلها لحفظ التمور بداخلها، وكانت هي الطريقة الوحيدة التي تستخدم سابقًا قبل تصنيع الأدوات الحالية في حفظ التمور، ويتم خلال هذا المهرجان جمع العديد من القرب ودبغها وتنظيفها ويأتي بأحد أنواع التمر وهي "تمرة الحلوة" بعد تنظيفها وتعقيمها ووضعها بالشمس، لكي تكون لينة ويتم حشوها داخل تلك الشنان وتخييطها بشكل متقن ووضع تلك الشنان بمكان آمن وبعيد عن الشمس والاحتفاظ بها لمدة تزيد عن خمس سنوات دون أن يتغير طعمها ولونها. يشار إلى أن مزاد التمور بمحافظة العلا أسدل ستار الختام على فعالية "حشو الشنة" يوم السبت الماضي بعد ثلاثة أسابيع من انطلاقه، حيث تختص هذه الفعالية بطريقة صناعة الشنة التي يتم من خلالها الاحتفاظ بالتمور قديمًا، ولا زالت تستخدم في الوقت الحاضر من قبل مزارعي التمر وخصوصًا كبار السن منهم. وتحتضن العلا مختلف أنواع التمور المعروفة في المملكة، بالإضافة إلى أنواع مميّزة مثل الحلوة بلونيها الأسود والأحمر. وتٌعد تمور العلا من أكثر التمور طلباً في الأسواق العالمية، وشهدت خلال الأعوام الماضية طلباً متزايداً على أغلب أنواع تمور المحافظة. وتُمثل زراعة وبيع التمور رافداً اقتصادياً مهماً في العلا. يشار إلى أن إدارة مهرجان العلا للتمور الثاني، الذي تنظمة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، أعلنت عن تمديد فعاليات المهرجان لأسبوع إضافي، حيث كان من المقرر أن ينتهي 30 اكتوبر الماضي، نظرًا للإقبال المتزايد من أهالي المحافظة وزوارها من مختلف دول العالم. يذكر أن المهرجان انطلقت فعالياته في التاسع من ربيع الأول من الشهر الحالي بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة والأسر المنتجة واستمر ثلاثة أسابيع، في أيام الجمعة والسبت، وذلك بمنطقة "الفرسان" المقابلة لصخرة الفيل. الشنة عبارة عن قربة تستخدم للماء سابقًا ويتم تحويلها لحفظ التمور بداخلها