استفادت كرة القدم الأوروبية والعالمية تاريخيًا من خدمات اللاعبين الفرنكفونيين بشكل كبير، وحققت فرنسا كأس العالم عام 2018 بتشكيلة مكونة من 23 لاعباً تضم لاعبين فقط من أصول فرنسية وهما الظهير بنجامين بافارد ولاعب خط الوسط فلوران توفان، واعتمدت فرنسا على 16 لاعبًا من أصول إفريقية وخمسة لاعبين من بلدان مختلفة تم تجنيسهم ليمثلو المنتخب الفرنسي. واستغلت فرنسا الفرنكفونيين في كأس العالم 1998 الذي فازت به، وقد شارك بنهائي البطولة تسعة لاعبين من أصول غير فرنسية، أولهم قائد الديوك إسباني الأصل ديديه ديشامب، والجزائري زيدان، وتورام الغوادلوبي، وباترييك فييرا السنغالي، والغاني ديسايي، وجوركاييف الروسي، والأرميني بوغوسيان، والمدافع الإسباني ليزارازو، إضافة إلى اللاعب كارومبو من كاليدونيا الجديدة. ويعتبر الدوري الفرنسي الأكثر جذباً للاعبين الذين تعود أصولهم إلى دول إفريقيا، مثل: كيليان مبابي، يليه الدوري الإنجليزي «البريميرليغ» حيث استقطب العديد من اللاعبين الفرنكفونيين مثل بول بوغبا الذي ينتمي إلى عائلة مسلمة من غانا، ونغولو كانتي ابن مالي وكثيرين. في المقابل لا يعتبر الدوري الإسباني «الليغا» جاذباً لهؤلاء اللاعبين، لكنه تمكن من استقطاب اثنين من الأساطير «الفرنكفونيين» اللذين أحدثا فارقاً في الكرة الإسبانية تحديداً في ريال مدريد، فقد نجح الريال باستقطاب زين الدين زيدان الذي حقق مع الريال دوري أبطال أوروبا لاعبًا ثم مساعدًا للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي وأخيرًا مدربًا للفريق، وحقق حينها رقمًا إعجازيًا بإضافة ثلاثة إنجازات قارية متتالية إلى خزائن «الميرنغي». وبدأ زيدان مسيرته -التي لعب خلالها 687 مباراة، وسجل فيها 125 هدفاً، وفاز ب15 لقباً-بكان الفرنسي موسم 1990-1991، ولعب لصالحه 69 مباراة سجل خلالها ستة أهداف، وانتقل بعد ذلك في موسم 1992-1993 لبوردو الفرنسي، ولعب بقميصه 179 مباراة، أحرز فيها 39 هدفاً، وحقق كأس إنترتوتو في 1995 معهم. وخاض زيزو تجربة جديدة في إيطاليا بعد انتقاله ليوفينتوس في بداية موسم 1996-1997، وأحرز 31 هدفاً في 266 لقاء لعبها بشعار اليوفي، وفاز معهم بالدوري الإيطالي مرتين، وحقق كأس السوبر الإيطالي وكأس السوبر الأوروبي وكأس انتركونتيننتال إضافة إلى كأس إنترتوتو. وضمت حقبة «الغلاتيكوس» في ريال مدريد الفرنكفوني زيدان بعد انتقاله للنادي العاصمي في موسم 2001-2002، سجل في ذلك الموسم هدف الفوز التاريخي في نهائي دوري أبطال أوروبا، ولعب زيدان «للميرنغي» 227 مباراة سجل فيها 49 هدفاً، تسعةٌ منها في دوري الأبطال وهدفين بكأس ملك إسبانيا و38 هدفاً بالدوري الإسباني. وكانت مسيرة الفرنسي زيدان اللاعب تضم ألقابًا عدة مع «الملكي»، أولها فوزه بالدوري الإسباني مرتين متتاليتين في موسم 2001-2002 وموسم 2002-2003، إضافة إلى فوزه مع الفريق بكأس ملك إسبانيا مرتين في نسخة 2002 ونسخة 2003، وكأس السوبر الأوروبي 2002، وكأس انتركونتيننتال 2002. ولعب زيزو لصالح المنتخب الفرنسي 108 مباريات، سجل فيها 31 هدفاً، وحقق كأس العالم مع «الديوك» في نسخته المثيرة 1998، وسجل خمسة أهداف في تاريخ المسابقة، وهدفاً في التصفيات المؤهلة لها، وتوج بلقب بطولة أمم أوروبا للمنتخبات في نسخة موسم 2000، وسجل خمسة أهداف في تاريخ البطولة، وفي التصفيات المؤهلة لها أحرز ستة أهداف، وسجل 14 هدفاً في لقاءات ودية، وكانت أشهر لحظاته مع المنتخب حادثة طرده بالبطاقة الحمراء بكأس العالم 2006. واعتزل الأسطورة الملقب من عُشاقه ب»زين العين زيدان» في 2006 بعد آخر مباراة لعبها «للميرنغي» أمام فياريال الإسباني، أحرز زيزو حينها هدفًا من رأسية رائعة، لكن «الفرنكفوني» عاد مدربًا للفريق مرتين، الأولى في منتصف موسم 2015-2016 واستمر حتى 2018 واستقال من منصب المدير الفني للفريق، وعاد في ولايته الثانية في منتصف موسم 2018-2019 قبل رحيله في نهاية 2020. وحصد مع «الملكي» خلال فترته التدريبية 11 لقبًا، كان من الإعجاز فيها أن النصيب الأكبر منها لصالح دوري أبطال أوروبا بواقع ثلاثة ألقاب، وفاز بالدوري الإسباني مرتين، وحقق السوبر الإسباني مرتين أيضًا، إضافة إلى تتويجه بطلًا لكأس العالم للأندية مرتين، وكأس السوبر الأوروبي مرتين. وعلى خطى زيزو مع «الميرنغي» يسير مهاجم ريال مدريد كريم بنزيما (33 عامًا)، حتى أنه تفوق عليه بلغة الأرقام بعد تحقيقه لدوري أبطال أوروبا أربع مرات بقميص «الملكي»، ثلاث منهن كانوا تحت قيادة زيدان وواحدة مع أنشيلوتي في عام 2014، كما حل في المرتبة الثالثة بعدد الأهداف المسجلة للريال في تاريخ أبطال أوروبا بعد البرتغالي كريستيانو رونالدو، والإسباني راؤول غونزاليس. ويمتلك بنزيما في رصيده ثلاثة ألقاب في الدوري الإسباني، كان أولها في موسم 2011-2012 وهو الموسم الثالث له مع الريال بعد انتقاله من ليون الفرنسي في عام 2009، وفاز أيضًا بلقب دوري 2016-2017، ولم يغِب الدولي الفرنسي عن الدوري طويلًا حتى عاد وتوج تحت قيادة زيزو الفنية في موسم 2019-2020 ببطولة «الليغا». وحقق المهاجم «الفرنكفوني» مع الريال عددًا كبيرًا من البطولات منذ قدومه، بعد أن أصبح بطلًا في أربع مناسبات من كأس العالم للأندية، وتتويجه ببطولة كأس السوبر الإسباني أربع مرات وكأس ملك إسبانيا مرة واحدة، إضافة إلى حصده أربعة كؤوس للسوبر الأوروبي، ويبحث عن المزيد في الفترة المقبلة بعد أن جدد معه النادي عقده في العام الماضي حتى عام 2023. وسبق لبنزيما خوض 731 لقاء بقميص ليون الفرنسي وريال مدريد، وجاء اسمه في التشكيل الأساسي في 621 مباراة، سجل خلالها 363 هدفاً، كان من نصيب ليون منها 54 هدفاً 43 في الدوري الفرنسي وتسعة أهداف في كأس فرنسا، إضافة إلى هدف في كُلٍ من كأس الرابطة الفرنسية وكأس السوبر الفرنسي، وصنع خلال هذه الفترة ستة أهداف لليون. وانضم الهداف الفرنسي إلى أساطير «الليغا» بعد أن وصل إلى الهدف 221 له مع النادي الملكي في الدوري، وأصبح اللاعب العاشر في تاريخ الدوري الإسباني الذي يصل هذا الرقم. وسجل بنزيما للريال 21 هدفاً بكأس ملك إسبانيا، و78 في دوري أبطال أوروبا، وثلاثة أهداف في كأس السوبر الإسباني، وخمسة بكأس العالم للأندية، إضافة إلى تسجيله هدفًا في كأس السوبر الأوروبي، وصنع للاعبي الميرنغي 145 هدفاً. وشارك كريم مع المنتخب الفرنسي في 47 لقاءً رسميًا اعتمد عليه المدربون أساسيًا في 36 معركة كروية سجل من خلالها 16 هدفاً وصنع سبعة لصالح «الديوك»، أحرز ثلاثة أهداف في كأس العالم للمنتخبات وخمسة أهداف في التصفيات المؤهلة لها، وأربعة أهداف في بطولة اليورو للمنتخبات وخمسة أهداف في التصفيات المؤهلة لها، وسجل الفرنسي 15 هدفاً في مباريات دولية ودية. وحصل «البنز» كما يلقبه عشاقه على 16 بطاقة صفراء خلال مسيرته حتى الآن، 10 بطاقات في الدوري الإسباني واثنتين في الدوري الفرنسي واثنتين في دوري أبطال أوروبا واثنتين في كأس ملك إسبانيا، ولم يحصل على بطاقات مع منتخب فرنسا إضافة إلى عدم تعرضه للطرد ببطاقة حمراء على الإطلاق.