سنواتٌ سبع مرّت، كانت مليئةً بالتحدياتِ والآمال الخصيبة، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - سنَواتٌ ترسَّخَ فيها الاستقرار، وتحقّقَتِ الأحلامُ في ظلّ المؤازرة الشابّة لولي العهد الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - سدّدَ الله خُطاه - وهاهي الذكرى السابعة تحلُّ، ونُجدِّدُ فيها البيعة للمليك؛ لمستقبل نراهُ أجمل، وحياةٍ نراها أسعَد، ولوطنٍ نراهُ أقوى وأعزّ. طفراتٌ متتابعة في مجالات عِدَّة شهدتها المملكة في تلك السنوات، وقد لا تكفي الصفحاتُ لتسطير منجزاتها، لكنَّني في سطورٍ قليلة أركِّز على ما تحقَّقَ من منجزات على مستوى التعليم العالي والبحث العلمي. فقد أسهمت قرارات إعادة هيكلة التعليم العالي ودمجه مع التعليم العام في تحقيق قفزات نوعية، بسبب الدعم الهائل والميزانية الكبيرة التي خصصتها المملكة للإنفاق على قطاع التعليم، وبسبب ازدياد أعداد الجامعات الأهلية والمدارس بصورة تنافسية كبيرة أسهمت في تعزيز جودة المخرجات التعليمية، كما كانت التحولات الرقميّة في مجال التعلُّم الإلكتروني منجزًا من أكبر المنجزات التي واجهتْ بكفاءة تحديات جائحة كورونا. وقد أسهم دمج الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم في تطوير مناهج ابتكارية تراعي النوعيات المختلفة للطلبة، خاصّة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما كان له دور مهم في تطوير التدريب الإلكتروني؛ ما جعل المنظمات الدولية تشيد بجهود المملكة في التعليم الإلكتروني، وتضعها في مصاف أفضل الدول في تبني ممارسات التعلُّم الإلكتروني. وإننا لنفخر بما حققته المملكة من تطوّرات على مستوى البحث العلمي من خلال مشاريع "تنمية الإبداع والتميز" لأعضاء هيئة التدريس، وإنشاء مراكز التفوق العلمي بالجامعات، وبرامج الابتعاث المتنوّعة التي سعتْ لتعزيز الخبرات في البرامج والتخصصات النادرة في أرقى جامعات العالم، ونقلها إلى جامعاتنا من خلال الصفوة المميزة من طلبة المملكة وعلمائها المستقبليين الذين نعقد على انطلاقاتهم الواعدة الآمال. إنّ الرؤية الإستراتيجية والهوية البحثية التي دعمتها خطة التحوّل الوطني لاقتصاد المملكة من خلال برامج الابتكار وريادة الأعمال الرقمية أسهمت في تعزيز جودة البحث العلمي والنشر؛ حتى فاقت البحوث المحكمة المنشورة الصادرة من جامعاتنا الحكومية التوقعات، فجاوزت 33 ألف بحث بنهاية 2020م، فضلاً عن براءات الاختراع المسجّلة الممنوحة لجامعاتنا الحكومية على المستويات المحليّة والدولية، والتي حجزت للمملكة مقعدًا في المركز 33 ضمن أفضل 100 جامعة على مستوى العالم في تسجيل براءات الاختراع بالمكتب الأمريكي. وإنّا لنفخر بتلك الرؤى ومنجزاتها. ولا تقف مسيرة النهضة التي شهدتها المملكة في السنوات السبع الأخيرة عند التعليم والبحث العلمي، بل تمتد إلى كافة المناحي؛ حيث تضاعفت الإيرادات غير النفطية، وارتفع مستوى التنافسية في بيئة الأعمال، وزادت الفرص الاستثماريّة الكبرى، وتحقق للمرأة قدرٌ كبير من التمكين في سُوق العمل، فضلاً عن التطورات الكبيرة في قطاعات الصحة والاقتصاد والتنمية الشاملة. لقد عززت مسيرة الملك سلمان من ثقل المملكة السياسي في المنطقة، فكانت تمثّل رأس مثلث الحكمة والاعتدال في المنطقة العربية الداعم لقضايا الاستقرار والتنمية في عالمنا العربي. وتبقى المملكةُ؛ شعبًا وفيًّا لمليكها، واقفًا خَلفَ حكومته الرشيدة، داعمًا لتحولاتها الناهضة لما فيه خير مجتمعنا وأمّتنا، وفي الذكرى السابعة للبيعة نُجدِّدُ العهود للمليك، وندعو للوَطن بدوام الازدهار والاستقرار، ولبنيه بوافر النعيم والرخاء.