الإسهام في التنمية الحضرية وتوسيع نطاقها، مهمة حملها جناح المملكة العربية السعودية المشارك في معرض "إكسبو 2020 دبي" على كتفيه، حيث حجز له مكانة خاصة في الاحتفالات التي شهدها المعرض الدولي بمناسبة اليوم العالمي للمدن، ليقدم الجناح من خلالها لمحات خاصة عن مدى التطور الذي شهدته مدن المملكة العربية السعودية في هذا الجانب، من حيث الاهتمام بإنشاء مدن المستقبل والمدن الذكية، والمحافظة على المدن التاريخية والحضرية في الوقت نفسه. إنشاء مدن المستقبل الذكية والمحافظة على التاريخ وخلال الاحتفال بهذا اليوم الذي حمل شعار "تكيف المدن من أجل المرونة المناخية"، والذي اندرج تحت عنوان "مدينة أفضل لحياة أفضل"، تواكب المملكة العربية السعودية من خلال رؤية 2030 رغبة المجتمع الدولي في نشر الحضرية، والدفع قدماً نحو التعاون لاستغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات الحضرية، والإسهام في التنمية الحضرية حول العالم. وفي هذا السياق، عرض جناح المملكة المشارك في معرض "إكسبو 2020 دبي" على شاشته الرقمية الضخمة فيلماً قصيراً يستعرض النقلة النوعية التي شهدتها مدن المملكة، على مدار السنوات الماضية، حيث استطاع الفيلم لفت انتباه عدد كبير من زوار الجناح الذين اطلعوا على التجربة السعودية في بناء المدن الحديثة، واهتمامها بتطوير المدن التاريخية والحضرية القائمة. ووثقت مشاهد الفيلم القصير لعدد من مدن المملكة وعلى رأسها مدينة الرياض التي تمثل القلب النابض للمملكة، مستعرضة إمكانياتها والنهضة التي شهدتها خلال السنوات الماضية، على مستوى البنية التحتية والنقل العام، وتوفير الرفاهية وارتفاع مستوى جودة الحياة فيها، كما تطرقت مشاهد الفيلم أيضاً إلى مدن أخرى مثل مكة والمدينة المنورة، بوصفهما مدناً تاريخية تمتلك قيمة حضارية وإنسانية عالية، حيث شهدت هذه المدن قفزة نوعية على مستوى البنية التحتية والخدمات المقدمة فيها، والتي تعكس التزام المملكة بمبادئ الاستدامة ومواجهة التحديات المتعلقة بالتغير المناخي، والاهتمام بالاقتصاد الذكي المبني على برمجيات متطورة تساهم في تسهيل عملية التنمية في الكثير من القطاعات الاقتصادية الخاصة بالمدن، فيما حمل الفيلم في مشهده الختامي دعوة إلى أهمية استكشاف المدن السعودية، وما تمتلكه من إرث حضاري وثقافي، وتاريخ عريق. على صعيد متصل، أكدت مشاهد الفيلم أن المدن "تعكس الحالة التي نحن عليها"، حيث احتفى جناح المملكة المشارك في المعرض الدولي بمدينة "نيوم" التي تشكل نموذجاً ملهماً في المدن المستدامة التي تعتمد بنسبة 100٪ على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتتمحور أولوياتها حول الإنسان والطبيعة، الأمر الذي يشكل منها نموذجاً جديداً للاستدامة الحضرية، وتطور المدن المستقبلية التي تراعي المعايير البيئية والاستدامة، فضلاً عن كونها مدينة سياحية قادرة على توفير العديد من الفرص الاستثمارية في المملكة العربية السعودية. ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للمدن، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في "ديسمبر 2013"، حيث حدد "31 أكتوبر" يوماً عالمياً، فيما تم الاحتفال به للمرة الأولى في 2014، لتعزيز وإلهام العمل حول مفهوم التوسع الحضري المستدام، وفي هذا الإطار سعى جناح المملكة في معرض "إكسبو 2020 دبي"، إلى التأكيد على مدى اهتمام المملكة بتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة على الصعيد العالمي، ورغبتها في نشر الحضرية على مستوى العالم، حيث يعد التوسع العمراني واحداً من أكثر اتجاهات العالم تحولاً، في الوقت الذي يفرض التحضر عديداً من تحديات الاستدامة المتعلقة بالإسكان والبيئة وتغير المناخ والبنية التحتية والخدمات الأساسية والأمن الغذائي والصحة والتعليم والوظائف اللائقة والسلامة والموارد الطبيعية، وقد عملت المملكة خلال الفترة الماضية على تجاوز كافة هذه التحديات، عبر النقلة النوعية التي أحدثتها في المدن السعودية، لتواكب رؤية المملكة 2030، وهو ما مكن العديد من المدن السعودية وعلى رأسها الرياض من تصدر المؤشرات الدولية الخاصة بالمدن الذكية ومستوى جودة الحياة، وقد ساعدها في ذلك قدرتها على استغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات، وبناء القدرة على التكيف لتحقيق المرونة الحضرية المستقبلية، بالإضافة إلى قدرتها على التكيف من أجل المرونة المناخية، وتعزيز جودة الحياة فيها، من حيث رفع مستوى الرفاهية والبيئة والاهتمام بصحة السكان.