زوج من الفنانين العالميين بين 1935-2020م، اُشتهرا في عدة عواصم ومدن عالمية ومتنزهات شعبية، كنحاتين ورسامين يصنعان فناً معاصراً، منحوتات ضخمة من خلال تغليف الأبراج والمباني والمنشآت الضخمة، كان آخرها تغليف قوس النصر بباريس المعروض حالياً، حيث تم تغلّف المبنى الشهير بالقماش والحبال بطريقة مدروسة ومصممة مسبقاً، وكان حلمهما وتحقق الآن؛ حيث قدما تصميماً وخرائط للف أشجار شارع الشانزليزيه منذ عام 1966م ورفضته بلدية باريس في 1969م، وعوّضهما ماكرون وكرّمهما بتنفيذ تصميمهما لتغليف قوس النصر. أصر الزوجان على تنفيذ عملهما الفني وهو تغليف الأشجار، وأثمر ذلك المزيد من الدراسات حول الموضوع لإيجاد حلول وللتطوير، وفي نوفمبر 1998م نفّذ الزوجان حلمهما، حيث غلّفا ولفّا 178 شجرة من أشجار متنزه بلير بيور بارك بسويسرا موزعة على مساحة واسعة، مسخدمين قماشاً يابانياً مخصوصاً وحبالاً كما في الصور. وظّف النحاتان الأشجار ككتلة تُعبّر عن الطبيعة وتشغل المساحة وتلعب في الفراغ، فقدّما الشجرة برؤية فنية مدهشة للمتنزهين في الغابة، كما يمنح هذا المنظر دلالات ومعاني عديدة وتحاور الزائرين، باعتبارها كتل طبيعية تظهر بشكل مجسمات غير مألوفة وفيها لغة تواصل فنية وبيئية، فالإنسان يكسي نباتاته لحمايتها من الطيور والحشرات والحيوانات الضارة والآفات، كما يغطيها في الشتاء ليحميها من البرد والصقيع والثلوج والبَرد، ويدعم العذوق والثمار ويكثّرها في المواسم. تطلب تنفيذ مشروع من الزوجين النحاتين زيارة المتنزه ورسم التصاميم والخرائط للخياطين وتقدير كمية القماش المطلوب واستيراده من اليابان، وتشذيب الأشجار، على حسابهما الشخصي دون دعم ولا رعاية من جهة أو شخصية، استعملا فريقاً من الخياطين وعشرة متسلقين وعشرين مقلّم أشجار بعدتهم وآلاتهم، ما اضطرهم لعمل معرض فني لبيع لوحاتهم للإنفاق على مشروعهما الفني الجمالي العصري في أجمل متنزهات سويسرا قلب أوروبا كفن جماهيري بيئي طبيعي عالمي. في الواقع هناك تأثير لتجربتهما على الحراك الفني العالمي؛ حيث يرمي بظلاله الممارساتية العملية تدريجياً، في بينالي الشارقة 2007م مثلاً، قُدمت تجربة مشابهة بتغطية أشجار الزينة بقماش بلاستيكي شفاف. وبعدها بسنوات في حي البلد بمدينة جدة عام 2018م تم تغليف منزل تاريخي بورق الألمنيوم الذي تُغلّف به الأطعمة. * فنان وناقد بصري د. عصام عبدالله العسيري*