من أهم القرارات في الحياة بعد التخرج من المرحلة الثانوية هو قرار اختيار التخصص الجامعي المناسب، فالطالب أو الطالبة لا يستطيع اتخاذ القرار المناسب لذا تجده يعتمد على عدة أساليب خاطئة فمنهم من يخضع لرغبة الأهل والتي قد تتعارض مع رغبته، والبعض الآخر يذهب للتخصص الذي ذهب له صديقه، في حين نجد البعض يزج بنفسه في أحد التخصصات التي لا يعرف عنها سوى مسمى التخصص، وكل هذه الأسباب تدفع بطلابنا وطالباتنا لتغيير تخصصاتهم بعد التحاقهم بالجامعة فيؤخرون بذلك أمانيهم ويضيعون الكثير من الوقت والجهد، سنستعرض أهم خطوات اختيار التخصص المناسب والمعتمدة على نظريات علمية. إن أولى خطوات معرفة التخصص المناسب لك هو تحديد ميولك وهذا ما دفع وزارة التعليم للاهتمام بهذا الجانب من السنة الأولى في المرحلة الثانوية، ومعرفة الميول تعني أن يحدد الطالب أو الطالبة التخصص الذي يميل إليه ويرغب في الالتحاق به، ويمكن تعريف الميل بأنه حب الفرد لنشاط معين ورضاه عنه وتركيز ذهنه فيه والاستعداد لممارسته أطول فترة ممكنة. وتحديد الميول لا يكون بطريقة عشوائية بل وفق أسس علمية مدروسة. وقد قام العالم الأمريكي جون هولاند بتصنيف الميول المهنية إلى ستة أصناف أطلق عليها (أنماط هولاند) ويستطيع الطالب من خلالها تحديد ميوله ومعرفة التخصصات التي تناسب هذه الميول، وهذه الميول هي: الواقعي (الفاعل): هو الذي يفضل العمل مع الآلات والأدوات والمعدات والتعامل مع النباتات والحيوانات ويحب ممارسة الأعمال اليدوية ومتابعة العمل على أرض الواقع فهو عملي ونشيط. التخصصات المناسبة له: هندسة ميكانيكية، هندسة مدنية، أشعة، تقنية أسنان، إنتاج حيواني، إنتاج نباتي، طيران، برمجة حاسب، هندسة كهربائية، علوم عسكرية، محضر مختبر، تربية رياضية. البحثي (المفكر): هو الذي يفضل التعامل مع الأفكار والنظريات ويحب التحليل والنقاش واكتشاف العلاقات بين الأشياء فهو يستمتع بحل المسائل المعقدة. التخصصات المناسبة له: طب، صيدلة، رياضيات، فيزياء، كيمياء، كيمياء حيوية، أحياء، جغرافيا، نظم معلومات، علم اجتماع، علم نفس، تربية، تاريخ. الاجتماعي (المساعد): هو الذي يحب خدمة الناس والتعامل معهم ورعايتهم ومساعدتهم والتواصل معهم ومراعاة مشاعرهم فهو إنساني ومتعاون ومعطاء. التخصصات المناسبة له: طب، تمريض، علاج طبيعي، خدمة اجتماعية، التعليم، قانون، تثقيف صحي، تربية خاصة. الفني: هو الذي يهتم بالإبداع والابتكار ويحب المجالات الفنية كالرسم والشعر والأدب والتصميم فهو حساس وعاطفي ويفضل العمل لوحده. التخصصات المناسبة له: عمارة، صحافة، هندسة صوتيات، تربية فنية، تصميم جرافيك، لغات. المقدام (المبادر): هو الذي يميل إلى قيادة الآخرين وإدارتهم وتنظيمهم وإقناعهم والتأثير فيهم ويحب تحمل المسؤولية فهو واثق من نفسه وشخص مغامر ومتحمس. التخصصات المناسبة له: إدارة أعمال، إدارة عامة، اقتصاد، تسويق، سياحة، تأمين، إدارة موارد بشرية، علاقات عامة، علوم سياسية. التقليدي (المنظّم): هو الذي يتقيد بالقواعد والأنظمة والقوانين ويحب تنظيم الأشياء وترتيبها ويستمتع بالعمل مع البيانات والأرقام والحسابات فهو إنسان مسؤول ولديه ضمير. التخصصات المناسبة له: سكرتارية، إدخال بيانات، سجلات طبية، محاسبة، مالية، نظم معلومات إدارية، تقنية معلومات، مكتبات. والآن عزيزي الطالب عزيزتي الطالبة يمكنكما تحديد الميول الذي تشعران أنه ميولكما المناسب وسيكون تحديدكما للتخصص أكثر دقة مع ملاحظة أن بعض التخصصات قد تكون مناسبة لأكثر من ميول فتخصص الطب يكون لمن ميولهم واقعي واجتماعي والرياضيات يصلح لمن ميولهم بحثي وتقليدي، كما أن التواصل مع أصحاب التخصص سيساعدك أكثر على معرفة التخصص أكثر وبالتالي تحديد ميولك بدقة. ولكن تحديد الميول فقط لا يكفي في اختيار التخصص فقد أميل إلى شيء معين لكنني لا أمتلك المهارات التي يتطلبها ذلك الميول، فمثلاً قد أعشق السفر وأميل إليه لكني لا أستطيع السفر إما لأنني لا أملك المال الكافي أو لأنني ليس لدي إجازة من عملي، لذا فمعرفة ميولي لا تكفي في اختيار تخصصي بل يجب أن أمتلك القدرات التي يحتاجها ذلك التخصص، وسنتطرق لمعرفة القدرات في مقال لاحق بحول الله. * توجيه وإرشاد تربوي