عند فتح أي حساب بنكي أو استثماري لا بد من تعبئة اتفاقية فتح الحساب، وذلك وفق مبدأ «اعرف عميلك»، وهذا المبدأ بدأ بالتوسع في السنوات الأخيرة والهدف منه التأكد من معلومات العميل، ومعلومات المستفيد الأول للحساب، خاصة بعد انتشار عمليات جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب. أحد أهداف هيئة السوق المالية الاستراتيجية تطوير قدرات مؤسسات السوق المالية ومؤسسات البنية الأساسية للسوق، ولتحقيق هذا الهدف هناك عدة مبادرات، إحداها دراسة إنشاء مركز موحد لبيانات «اعرف عميلك». أعتقد أن هذه المبادرة لو تم تنفيذها ستخدم العملاء بشكل كبير وستتيح لهم الاستثمار في أي شركة مالية مرخصة بسبب وجود مركز موحد لبيانات «اعرف عميلك»، وبمجرد تقدم العميل للمنشأة سيتاح له فتح الحساب نظراً لوجود بياناته في المركز الموحد. هذه المبادرة لن تخدم فقط المستثمر بل أيضاً مؤسسات السوق المالية، وخاصة المؤسسات التي حصلت على الترخيص مؤخراً وقاعدة العملاء لديها ليست كبيرة، حيث سيشجع ذلك العملاء بالانضمام الى أي شركة مالية بسهولة من دون قضاء وقت لتعبئة اتفاقية «اعرف عميلك» سواء حضورياً أو عن طريق الإنترنت، ويسهل ذلك على المستثمر بجعل خيارات الاستثمار متاحة لديه جميعها وما عليه سوى تقديم اشتراكه في المنتج الاستثماري. أنا شخصياً أتذكر عدد المرات التي ألغيت فكرة الاشتراك في صندوق أو منتج استثماري بسبب عدم وجود حساب لي مع المؤسسة المالية، ولا بد من تعبئة الاتفاقية والتي تستغرق وقتاً مملاً جداً، وأحياناً يتم إرسال النموذج عدة مرات عند التعبئة أونلاين بسبب استفسارات أو نقص في تعبئة البيانات. أتمنى أن ترى هذه المبادرة النور ويتم تطبيقها، وحتى لو لم تطبق هذه المبادرة لوجود عوائق أو تحديات فحبذا لو تقوم هيئة السوق المالية بنشر الدراسة الخاصة بإنشاء مركز موحد لبيانات «اعرف عميلك»، فمشاركة مثل تلك البحوث والدارسات مع الجمهور والعامة قد تساعد العاملين في المجال الاستثماري بتقديم حلول أو مقترحات من زوايا أخرى.