في الخامس من أكتوبر من كل عام، تمنح دول العالم فرصة لطلابها وطالباتها للاحتفال بمعلميهم في "يوم المعلم العالمي". وفي الغالب تحرص المؤسسة التعليمية ممثلة ب(وزارة التعليم) على إقامة فعالياتها بهدف إبراز دور المعلمين والمعلمات في العملية التعليمية وجهودهم في تعزيز دور المعلم ومكانته في نفوس الطلاب والطالبات وتأكيد دور المعلم في بناء الأجيال والمساهمة في حفظ أمنه واستقراره وتنميته وتأصيل وتعزيز المبادرات الإيجابية تجاه المعلم. لكن بالنسبة لي سأحتفي "بيوم المعلم العالمي" بطريقتي الخاصة؟. فلن أنسى ولن أنسى مواقف معلماتي معي في المرحلة الابتدائية، وكيف كن صابرات محتسبات في تعليمنا نطق الحروف، وحفظ قصار السور من القرآن الكريم، والحساب، والإملاء. جزاهن الله عنا خير الجزاء. أما المرحلة المتوسطة فهذه المرحلة كان لها منعطف كبير في حياتي حيث شهدت تلك المرحلة تحولات كبيرة من ثورة المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي والمهددات التي قد تعيق مرحلة الطالبة وتلهيها عن التعلم، لكن في تلك المرحلة، كانت معلماتنا على قدر كبير من المسؤولية، وكانت كل معلمة تنافس الأخرى في أداء رسالتها وأمانتها الملقاة على عاتقها، ولا أنسى في تلك المرحلة معلمتي سارة الحمد، والتي كانت قريبة من كل الطالبات، وكنت أنا أشعر أنها قريبة مني أنا فقط، كانت بالنسبة لي تكمل دور الأم، والأخت، والصديقة، ولا تبخل علي بالمشورة الأسرية، إضافة إلى أداء رسالتها التعليمية. كنت أحيانا أستشيرها فيما يواجهني من معوقات خارج نطاق المنهج الدارسي، وكانت لا تبخل على بالمشورة، والمساندة. فأجدها فرصة اليوم وفي اليوم "العالمي للمعلم" أقول لمعلمتي في المرحلة المتوسطة سارة الحمد، وأنا اليوم في المرحلة الثانوية وعلى أبواب التخرج أقول "معلمتي سارة، كل المعلمات أقمار لكن أنتِ بالنسبة لي شمسهم، كل المعلمات بحار، لكن أنتِ بالنسبة لي محيط، كل المعلمات أزهار، لكن أنتِ بالنسبة لي البستان، شكرا لكييا معلمتي على كل ما قدمتيه لي، ولزميلاتي فترة دراستي في المرحلة المتوسطة. أقول لمعلمتي سارة الحمد، ولبقية معلماتي في تلك المرحلة، وبالإنابة عن زميلاتي، لولاكن لكنا في ظلمات حالكة، لولاكن ما وجدنا النور والسرور، لولاكن ما عرفنا طعم النجاح، والإبداع، فلكن مني كل الشكر، وفخري بكن يتعدى الحدود. أما معلماتي في المرحلة الثانوية اليوم فأقول، النّجاح لا ينبع إلا إذا تكاملت كل أركانه، وأنتنّ كل أركانه، فجزاكنّ الله خير الجزاء على كل ما تقُمْن به معنا اليوم، وأنا فخورٌة بكن معلماتي، وأنتن تبذلن كل ما يمكنكن بذله في سبيل أن تصلن بنا إلى نور العلم والهدى، أشكركن على كل جهد تبذلنه، وكل دقيقة تقضونها معنا، لتنيروا لنا دروب العلم والمعرفة.