ما زالت ظاهرة رمي قوارير المياه تتكرر كل موسم من الجماهير في ملاعبنا، وهذا التصرف يجعل الكثيرين يتمنون منع الماء في المدرجات، ولن تحقق هذه الأمنية التقدم المأمول بمنع الظاهرة المزعجة حتى وإن طُبقت، فالذي يرمي الماء سيرمي غيره من الأشياء. والذي يدعو للقلق والبحث عن حل يجعل هذه الظاهرة تتلاشى، أن العقوبات المالية التي فرضها الاتحاد السعودي لكرة القدم على الأندية التي قام جمهورها بهذا التصرف لم يؤثر على مدرجاتها للعدول عن تصرفهم غير الأخلاقي!. وهذا ما يجعلني أتمنى أن يتم العمل بعقوبة منع الجماهير من الحضور للمدرجات بعدد مباريات يتلاءم مع عدد تكرارهم لهذه المخالفة، فالقرار قد يجعل الجماهير في المدرج تبدأ بحث بعضها البعض بالتوقف عن الرمي لأنه سيشمل حتى المشجعين المنضبطين سلوكيًا. والحل الأمثل والأخير كما أرى هو وضع كاميرات مراقبة للجماهير في الملعب ويتم منع من يتم ثبوت رمي القوارير عليه من الحضور للمباريات بمدة يحددها الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكن هل من السهل بدء العمل بهذه الخطوة؟ ويجب على من يقوم بهذا التصرف أن يعلم أنه بفعلته هذه يؤثر على مدرجٍ كامل سيتعرض لعقوبات مشدده تنعكس على أداء فريقه داخل الملعب، فجميعنا شاهدنا أثر غياب المشجعين عن الملاعب في ظل ظروف جائحة كورونا في الفترة الماضية. ويرى الكثيرون أن مَنع الجماهير من الأفضل أن يُطبق على الأندية الجماهيرية أولاً، فجماهيريتها يجب ألا تكون سببًا في التردد بمعاقبتها، ولنا في الأندية العالمية خير مثال، فقد سبق وأن أصدر وزير الرياضة المصري في عام (2013) قرارًا بمنع جماهير الأندية من حضور مباريات كرة القدم على ضوء الأحداث التي شهدتها مباريات الزمالك والأهلي والإسماعيلي واستمر الحرمان لمدة ثلاث سنوات.