أيام معارض الكُتب من أسعد أيام حياتي للمكتبات مع أصحابها قصصٌ ومواقف وأيضاً طرائف وأشجان تستحق أن تروى، «الرياض» تزور مكتبات مجموعة من المثقفين، تستحث ذاكرة البدايات، وتتبع شغف جمع أثمن الممتلكات، ومراحل تكوين المكتبات.. في هذا الحوار نستضيف الأستاذة والأديبة سارة بنت عبدالله الخزيّم صاحبة صالون سارة الثقافي للحديث حول مكتبتها التي تضم آلاف الكُتب المتنوعة في شتى الفنون المختلفة، منها: العدد الأول من بعض الفصليات مثل «التوباد»، وكذلك العدد الأول من جريدة «الرياض» وصحيفة «اليمامة» قبل أن تحول إلى مجلة، وعدد من مجلة «الهلال»، كما يوجد بالمكتبة الصالون الثقافي الذي ساهم في نهضة المرأة السعودية لتواكب رؤية المملكة 2030م. من مبادرات المكتبة إنشاء المكتبات الصغيرة * في أيِّ مرحلة من العمر تعرَّفتِ على الكتاب؟ * تعرّفت على الكتاب في المرحلة الابتدائية من خلال كُتب الدراسة، وقصص المكتبة الخضراء في مكتبة المدرسة مثل: «سندريلا، عقلة الإصبع، الأخوات الثلاث، الليمون العجيب». * هل تستطيعين تحديد بعض بدايات تأسيس مكتبتكِ المنزليَّة؟ * بداية تأسيس مكتبتي في المرحلة المتوسطة ثم الثانوية حيث كنت أجمع من مصروفي وأوصي صديقتي بشراء الكُتب عندما تذهب إلى الرياض وذلك لقلّة المكتبات في الخرج. * ماذا عن معارض الكُتب، ودورها في إثراء مكتبتك؟ * أيام معارض الكُتب من أسعد أيام حياتي، أزوره عدّة مرّات، وأحضر بعض الأنشطة الثقافية التي تُقام على هامش المعارض. * ما أبرز المنعطفات التي رافقت نموَّ مكتبتكِ الشَّخصيَّة؟ * أبرز المنعطفات التي رافقت نمو مكتبتي حرصي على اقتناء الكُتب.. لذا لم أستطع توزيعها في المكتبة نظراً لضيق المساحة في الوقت الراهن، وقد وضعت بعضاً منها في كراتين مخصصة لها، وأشارك بها في إنشاء المكتبات، والمعارض إذا دعت الحاجة لذلك. * حدثينا عن أوائل الكُتب التي دخلت مكتبتك؟ * من أوائل الكُتب التي دخلت مكتبتي كتاب: «البخلاء» للجاحظ، وديوان: «عنترة بن شداد»، و»حاتم الطائي»، وكنت أقرأ ديوان الشاعر محمد السديري: «أبطال من الصحراء» الذي يقتنيه والدي. * هل تحتفظين في مكتبتكِ بمخطوطات؟ * نعم، احتفظ في مكتبتي بعدد من المخطوطات، وقد استخرجت لها شهادات تسجيل مخطوطة من مكتبة الملك فهد، وأهمها: المصحف الشريف المغلّف بالجلد الطبيعي. * ماذا عن نصيب الكُتب القديمة والنَّادرة؟ * يوجد لديّ عدد من الكُتب القديمة، وقد بعثتها لدارة الملك عبدالعزيز، وتم تعقيمها وتغليفها من جديد على هيئة كُتب قديمة، ولا يوجد عندي كُتب نادرة. * هل لديكِ شيءٌ من الصُّحف والمجلات القديمة أو شبه القديمة؟ * لديّ العدد الأول من جريدة «الرياض» عام 1358ه، وصحيفة «اليمامة» العدد الأول عام 1383ه قبل أن تحول إلى مجلة، وأول عدد من بعض الفصليات مثل «التوباد» التي كانت تصدر عن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عام 1409ه حيث كان رئيس مجلس الإدارة أ. محمد بن أحمد الشدي، ورئيس تحريرها أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري، وعدد من مجلة «الهلال» عام 1977م. * هل يوجد في مكتبتكِ كُتب مُهداة بتوقيع مؤلفيها؟ * نعم، في مكتبتي الكثير من الكُتب التي تتزين بإهداء مؤلفيها مثل دواوين الشيخة سعاد الصباح، وكُتب أ. حمد القاضي، ود. سعد البازعي، ود. هيا السمهري، وروايات أ. أميمة الخميس، وكُتب الأدميرال عمرو العامري، ود. سعود اليوسف، ودواوين د. زكية العتيبي ود. سعاد أبو شال، ود. ليلى الشبيلي، وديوان الشاعرة أميرة صبياني، والكثير بفضل الله، وأعتذر لمن لم أذكر أسماءهم لكثرتها بارك الله فيهم. * ما أطرف المواقف التي حصلت لكِ في البحث عن الكُتب؟ * بحثت كثيراً عن مجموعة أعمال الشاعر حسين عجيان العروي، وسافرت للمدينة المنورة، ثم توجهت لأدبي المدينة ولم أجده لديهم، وحدث أن قرأت تغريدة في تويتر حول الموضوع فسألت كاتبتها التي أجابتني أن المجموعة موجودة في مكتبة الملك عبدالعزيز -فرع خريص- ذهبت إلى هناك وسألت الموظفة، سارت أمامي بكل لطف وسحبت الكتاب من بين الكُتب ومدته لي، أنا تسمّرت للحظات ولم أمد يدي لاستلامه غير مصدقة أن رحلة بحثي لسنوات تنتهي أخيراً، وكان شعوري لحظتها ابتسامة تعلوها دمعة. * ما أطرف العناوين الموجودة في مكتبك؟ * من العناوين الطريفة في مكتبتي كتاب «الشعر الكهربائي» للشاعر خالد الخنين، و»حتى لا يتحكم بمزاجي أحد» لعبدالحليم البراك، و»رجل بنكهة القهوة» لفوزية الخليوي، و»عليكم القهوة وعلينا القدوع» لشيخة الدعيلج، وغيرها مما لا يحضرني الآن. * بما أنكِ مُهتمة بالكُتب ولديكِ مكتبة خاصة وصالون ثقافي.. ما أبرز الكُتب التي تحرصين على قراءتها؟ * أحرص على قراءة كُتب التاريخ والشِّعر الجاهلي مروراً بشعراء جميع العصور ومن أفضلها الأندلسي.. وبسبب حبي الشديد للشعر الفصيح خاصة الجاهلي منه كنت أقرأ ما تقع عيني عليه. * حدثينا عن دور الصالون الثقافي بالمكتبة ودوره في خدمة الثقافة والأدب؟ * يمثل «الصالون الأدبي» إنشاء «تجمع ثقافي» حلم الطفولة التي طالما شغفت به حبًّا بالأدب والأدباء منذ نعومة أظفاري، فلما آن أوان التقاعد اخترت أن يكون بيتي مقر انعقاد هذا التجمّع، الذي جرت العادة على أن يكون في الأحد الأول من كل شهر، وتتركز رسالة التجمّع في: تقديم التراث العربي؛ أدبيًّا كان، أو ثقافيًّا، أو اجتماعيًّا في قالب إيجابي محفّز جميل، يسهم في النهضة بالمرأة في محافظة الخرج على اختلاف مرحلتها العمرية؛ لتواكب رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، وتستثمر وقت فراغها فيما يعود عليها وعلى من تربيه بالمتعة والفائدة. * ما أبرز أهداف الصالون، ونشاطه؟ * أبرز أهدافه تتمثل في: تلبية حاجات المرأة الثقافية والنفسية والاجتماعية، واكتشاف المواهب الشابة، وتكريس مبدأ الحوار الفكري، وتعميق القيم الإسلامية، والشراكة المجتمعية مع مختلف الجهات الثقافية والأندية الأدبية، واستضافة الشخصيات المؤثرة في الساحة الأدبية المحلية والعربية. وقد تنوعت مناشط الصالون بين: مسابقات بجوائز مجزية تستهدف تشجيع المواهب في المحافظة بمختلف الفروع الثقافية من: شِعر، وقصة، ورسم، وخط، وتصوير ضوئي، وتصميم. إلى جانب الرعاية المادية والشراكة الفعلية في محافل أدبية وثقافية واجتماعية متنوعة دُعي الصالون لرعايتها أو المشاركة المجتمعية بها. كما حمل الصالون على عاتقه مهمة: تقديم الدورات التدريبية، وإقامة الأمسيات الشعرية، وتنظيم المعارض المتنوعة لشابات وشبان المحافظة، والتشجيع على القراءة بتبني مشاريع شبابية متنوعة، والتبرع السخي بالكُتب، وإنشاء المكتبات الصغيرة في: مركز دافيتا للغسيل الكلوي، ومول مدينة الهياتم بالخرج، وطالبات التعليم الموازي في كلية التربية بالخرج، وفي قسم اللغة العربية بكلية التربية بجامعة الأمير سطام، وغيرها الكثير في أماكن أخرى لا يتسع المجال لذكرها. أمَّا أبرز ما قدّم من مناشط نورد على سبيل المثال لا الحصر: التأبين والاحتفاء بعدد من شعراء المحافظة نحو: عبدالعزيز العتي -رحمه الله-، وعبدالعزيز الرويس -رحمه الله-، والشاعر المعاصر خالد الخنين، إلى جانب أمسية أحدية الأوطان، واستضافة القاصة السعودية أميمة الخميس في أمسية بعنوان: «يحكى أن»، ودورة «فن التعامل مع الشخصيات الصعبة»، وبرنامج «إضاءات رياضية في يوم الوطن»، وتقديم أمسية: «الحلي بين التراث الأدبي والتصميمات المعاصرة». * هل تستفيد أسرتك من مكتبتكِ؟ * نعم تستفيد أسرتي من كُتبي، كذلك الزميلات والأقارب من فضل الله. * ماذا تُفضلين.. المكتبة الإلكترونية أم المكتبة الرقمية؟ وما السبب؟ * أفضل المكتبة الورقية، للكتاب سحره وجاذبيته، تسجل وترسم عليه ما يعنّ لك، تجدها من أفضل الذكريات بعد مدّة. * ما القراءة بنظرك؟ * القراءة نزهة في عقل الكون، وفي نظري من أكثر مصادر التعليم والمعرفة وأوسعها من خلالها يكتسب الإنسان العديد من العلوم والمعارف والأفكار التي تؤدي إلى تطوير الإنسان وتفتح أمامه آفاقاً جديدة، القراءة من أهم وسائل نقل ثمرات العقل البشري وآدابه ومنجزاته ومخترعاته، وهي الصفة التي تميز الشعوب المتقدمة التي تسعى دوماً للرقي والصدارة، وفوائد القراءة لا تعد ولا تنتهي فهي أيضاً وسيلة مهمة لاستثمار الوقت، غزارة العلم وكثرة المحفوظ والمفهوم، القراءة وسيلة للاستفادة من تجارب الآخرين، القراءة سفر مريح في ثقافات الشعوب. * ما رسالتُكِ التي توجِّهينها لكلِّ من يملك مكتبة خاصَّة؟ * رسالتي: أن صاحب المكتبة يوصي بالتبرع بها إذا لم يلمس من أفراد أسرته اهتماماً بمجال الكُتب والقراءة، وقد آلمني مُشاهدة بعض المكتبات تقبع حزينة يعلوها الغبار في مستودع أو قبو. * كلمة أخيرة؟ * ساهموا بتأسيس مكتبات صغيرة في بهو الفنادق والمطارات ومحطات القطار والمقاهي وغيرها من الأماكن.. صدقوني الناس تحب القراءة. طرف آخر من مكتبة الضيفة من إصدارات الضيفة صحيفة «اليمامة» العدد (1) العام 1964م قبل أن تحول إلى مجلة من محتويات المكتبة كتاب خادم الحرمين الشريفين «خطاب وكلمات» دواوين العرب «حاتم الطّائي» كتاب «الشّعر الكهربائي» المكتبة الخضراء للأطفال «عقلة الإصبع» مجلة «الهلال» العام 1977م مخطوط مصحف شريف يعود للقرن 13ه كتاب «البخلاء» العام 1975م كتاب «تاريخ الجبرتي» العام 1959م مجلة «التوباد» العدد (1) العام 1989م ديوان «امرأة بلا سواحل» لسعاد الصباح