عمر جديد لهذا الوطن العظيم، عامٌ من عمره الزاخر الممتد من عام التوحيد على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز، إلى أعوام النهضة والرؤية والمجد العظيم على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله وأدام عزه. عام جديد لوطن يسابق المجد ويصعد للعلياء، عام بأثر عام يرتكز على شعبه وولاة أمره وعلى مقدراته، بدأ براية المؤسس ورجاله الذين لموا شتات الوطن على خيول مسرجة ووحدوه تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ليصل الوطن إلى ذروة سنام التقنية والمدن الذكية والرؤى الحالمة والأوطان المثلى. إن ما يجب على المرء إدراكه (وأن يحمد الله عليه) ويشد القلوب إلى عظمة هذا الوطن، أن عمر الأمم والشعوب حتى تصل لمجدها وثباتها في قوانينها ومرتكزاتها يحتاج لمئات السنين حتى تستقر وتنمو ولكن عمر المملكة العربية السعودية في دولتها الرابعة وما تحويه من منجزات وبنى تحتية وقيم لهو سابقٌ لعمر هذا الوطن إن ما قارناه بالأمم السابقة أو الدول الحالية. * لا شك أن عمر هذا الوطن ممتد من الدولة السعودية الأولى والذي يفوق الثلاثمائة عام لكن دولتنا الحالية بدأت من حوافر خيل قطعت صحاري وقفاراً شاسعة لتوحيده حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن -. كانت هذه البلاد العظيمة في 1930م تسمي أول وزارة (وزارة الخارجية) في دولة فتية لم تتوحد بشكل كامل بينما الدول الغربية تعيش أوج مجدها وناطحات سحابها (إمباير ستيت كانت تغطي أفق نيويورك حينها). ولكن عزيمة رجال هذه الوطن وشعبه وحكومته التهمت السنين ووضعت هذا الوطن في ركب الحضارة وفي مصاف الدول العظمى ودول العشرين في فترة وجيزة، عاكسة النعم التي منّ الله بها علينا على خلاف دول في المنطقة كانت تصف أبناء هذه البلاد بالجهل والبداوة حتى تجاوزناها وعمّرنا بلادنا ووطننا بحكمة قادتنا والتزام أبناء هذا الوطن العظيم وانتمائهم لبلادهم. إن قيمة بلادنا اليوم ومكانتها عربياً وإسلامياً وعالمياً لهو محور أساس في سياسات العالم وقضاياه ولا يمكن للعالم أن يمضي قدماً دون أن نكون جزءاً من قراره كما يحدث في مجموعة العشرين أو أن لا نكون المحور الأساس في هموم وقضايا عالمنا الإسلامي الذي نفخر بقيادته ونسأل الله العلي القدير أن نرعى مصالحه وقيمته الدينية كما يرضى الله عنا في عباده، حيث اختار الله هذه البلاد أن تكون موطن وحيه وكعبته المشرفة ومسجد نبيه الكريم، ومما لا شك فيه أن هذا يعزز قيمة هذا الوطن وهذه البلاد وأن ندرك الثقل المنوط بنا لتمثيل كل هذه الأمم خير تمثيل دينياً واقتصادياً. * رئيس المجلس البلدي لأمانة منطقة القصيم