تثبت المملكة يومًا بعد يوم أنّها كانت ولا تزال من أكثر الدول المؤثّرة على المستوى الإقليميّ والدّوليّ، حيث وضعت الحكومة السّعوديّة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، خارطة طريق نحو تنمية وطنيّة مستقبليّة شاملة ومتكاملة، تتمثّل برؤية المملكة 2030 التي ترسم تطلّعات الشّعب السّعودي، كما الوافدين، لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم في اقتصاد وطنيّ مزدهر على الصعد كافّة؛ الأمر الذي تمّ لمسه من خلال التّقدّم المتسارع للمشاريع التطويريّة داخل المملكة، والتي تزيد من القدرة التّنافسيّة للسّعوديّة في كلّ المجالات؛ وقد صنّف تقرير التّنافسيّة الرّقميّة لعام 2021 المملكة في المركز الثّاني عالميًّا بين دول مجموعة العشرين. في السّياق عينه، وفي الوقت الذي تحاول دول العالم أن تعيد قيمة صادراتها إلى مستويات ما قبل الأزمة الاقتصاديّة التي تسبّبت بها جائحة كورونا، حقّقت المملكة أرقامًا تاريخيّة في حجم صادراتها غير النّفطيّة؛ إذ تمكّنت في الرّبع الثّاني من العام الحاليّ 2021 تسجيل رقمٍ قياسيٍّ في قيمة الصّادرات غير النّفطيّة شارف على مستوى 66 مليار ريال. وفي سياق التّطرّق إلى جائحة كورونا، تجدر الإشارة إلى أنّه حين تخبّطت معظم الدّول في كيفيّة محاربة تلك الجائحة، كانت المملكة سبّاقة في إدارة هذه الأزمة، بشكل محترف، وعبرتها بأقل الأضرار الممكنة؛ الأمر الذي أثبته تراجع أرقام الإصابات وعودة الحياة إلى وضع يعتبر شبه طبيعيّ. إضافةً إلى ما سبق، تعمل الحكومة السّعوديّة على قَدَمٍ وساق، لزيادة إيرادات الأنشطة السّياحيّة في البلاد، وجعل المملكة مقصدًا للسّياح من أرجاء الأرض كافّة؛ الأمر الذي يظهر جليًّا من خلال المشاريع السّياحيّة والمواسم التّرفيهيّة التي تنظّمها الهيئة العامّة للتّرفيه؛ فقد وصل النّموّ السّياحيّ في المملكة إلى 3.9 %، في مقابل نسبة نمو تعادل 3.2 %، للاقتصاد العالميّ. وتعدّ فعاليّة مواسم السّعوديّة، والتي ستعود للانطلاق من خلال العاصمة الرياض في أكتوبر المقبل، واحداً من أبرز مستهدفات السّيّاح لزيارة المملكة، خاصّة من دول الخليج. أما على مستوى المجتمع المحلي، فإنّه واستكمالًا لجهود تطبيق الرّؤية 2030 التي وضعت الشّفافيّة والحوكمة ومكافحة الفساد من أهمّ المرتكزات لتحقيق العدالة والنّموّ الاقتصاديّ وتعزيز سيادة القانون، ومساءلة كلّ مسؤول مهما كان موقعه، تعمل هيئة الرقابة ومكافحة الفساد على كشف بؤر الفساد واجتثاثه من جذوره؛ وقد أعلنت الحكومة جهرًا أنّه لن تكون هناك أي حصانة لمرتشٍ ولا حماية لفاسد. بالإضافة إلى ما سبق، عملت القيادة الرّشيدة على تمكين دور المرأة في المجتمع؛ وقد نجحت المرأة السعودية في المجالات كافّة، وخدمت وطنها وتبوّأت مناصب عليا؛ وكان لها مشاركات فاعلة في كثير من المواقع، كالشّورى والمجال الأمنيّ، والقطاع التّعليميّ، ومختلف مجالات سوق العمل، على المستوى الدّوليّ والمحليّ؛ ممّا ثبّت حضورها كشريك أساسيّ في بناء نهضة الوطن وتنميته، وعكست رؤية المملكة وسعيها الدؤوب في تحقيق الطّموح. وفي السّياق عينه، وبهدف تحسين الحياة المجتمعيّة من جهة، ومساندة النّظام العالميّ من جهة أخرى، وفي ظلّ تسابق الدّول على محاربة آفة التّغيّر المناخيّ، سارعت المملكة إلى اعتبار هذا الموضوع أمرًا يمسّ أمنها القوميّ، وطوّرت استراتيجيّات بنّاءة لمحاربتها، عبر إطلاق عدّة مبادرات مثل "السّعوديّة الخضراء" و"الشّرق الأوسط الأخضر" اللّتين ساهمتا في زيادة مساحة الغطاء النّباتيّ في المملكة بنسبة 40 %. * سفير لبنان لدى المملكة العربية السعودية